عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

ورجاله ستةٌ
  
              

          ورِجَالُهُ سِتَّةٌ:
          الأَوَّل: (عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) أبو حفصٍ النَّخَعِيُّ.
          الثاني: (أَبُوهُ) حفصُ بنُ غياثِ بنِ طَلْق بنِ معاوية.
          الثالث: سليمان (الأَعْمَشُ).
          الرابع: (إِبْرَاهِيمُ) النَّخَعِيُّ.
          الخامس: (الْأَسْوَدُ) ابن يزيدَ.
          السادس: أمُّ المؤمنين (عَائِشَةُ) ♦.
          وهؤلاء كلُّهم إلى عائشةَ كوفيُّون.
          وفيه: ثلاثةٌ مِنَ التَّابِعينَ، وفيه: رواية الابنِ عن الأب، ورواية الراوي عن خالِه؛ وهو إبراهيمُ.
          والحديثُ أخرجه مسلمٌ في (الحجِّ) أيضًا عن يحيى بن يحيى، وأبي بَكْر ابنِ أبي شَيْبَةَ وأبي كُرَيبٍ؛ ثلاثتهم عن أبي معاوية، وأخرجه النَّسائيُّ فيه عن سليمان بن عُبَيدِ الله الغيلانيِّ، وأخرجه ابنُ ماجه فيه عن أبي بَكْر ابنِ أبي شَيْبَةَ وعليِّ بن مُحَمَّد.
          قوله: (حَاضَتْ صَفِيَّةُ) هي بنتُ حُيَيٍّ زوجُ النَّبِيِّ صلعم ، معناه: أنَّ صفيَّةَ حاضت قبل طواف الوداع، فلمَّا أراد النَّبِيُّ صلعم الانصرافَ إلى المدينةِ؛ (قَالَتْ: مَا أُرَانِي) أي: ما أظنُّ نفسي (إلَّا حَابِسَتَكُم) لانتظارِ طُهْرِي وطوافي للوداع، فإنِّي لم أطف للوداع، وقد حضت، فلا يمكنني الطوافُ الآن، وظنَّت أنَّ طوافَ الوداعِ لا يسقط عنِ الحائضِ، فقالَ النَّبِيُّ صلعم : «أَمَا كنتِ طُفْتِ طوافَ الإفاضةِ يومَ النحر؟»، قالت: بلى، قال: «يكفيك ذلك» لأنَّه هو الطوافُ الذي هو ركنٌ، لا بدَّ لكلِّ أحدٍ منه، وأَمَّا طوافُ الوداع؛ فلا يجب على الحائض، وتفسير: (عَقْرَى حَلْقَى) قد مرَّ غير مَرَّةٍ.
          قوله: (أَطَافَتْ؟) الهمزة فيه للاستفهام، على سبيلِ الاستخبار.
          قوله: (فَانْفِرِي) أي: ارحَلي.