نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ما قيل في الصواغ

          ░28▒ (بابٌ مَا قِيلَ فِي) حقِّ (الصَّوَّاغِ) على وزن فَعَّال، هو الذي يعمل الصِّياغة، وبضم الصاد جمع: صائغ، والمقصود من هذه الترجمة والتراجم التي بعدها / من أصحاب الصَّنائع هو التنبيه على أنَّ هذه كانت في زمن النَّبي صلعم ، وأنَّه أقرَّها مع العلم بها، فكان كالنصِّ على جوازها وما لم يذكر يعمل فيه بالقياس.
          وقال الحافظ العسقلانيُّ: ولعلَّ المصنِّف أشار بهذه الترجمة إلى حديث: ((أكذب الناس الصَّباغون والصوَّاغون))، وهو حديثٌ مضطرب الإسناد أخرجه أحمدُ وغيره.
          (وَقَالَ طَاوُسٌ) هو اليمانيُّ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : لاَ يُخْتَلَى) أي: لا يقطع (خَلاَهَا) بفتح الخاء المعجمة مقصوراً، هو الرَّطب من الحشيش (وَقَالَ الْعَبَّاسُ) ☺ (إِلاَّ الإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ) والقين: يطلق على الحداد والصَّوَّاغ، قاله ابن الأثير. وبهذا يطابق الترجمة.
          (وَبُيُوتِهِمْ) وذلك لأنَّه يوقده الصَّائغ والحداد ويجعل في الطين فيلمس به البيوت والقبور، وقد جاء في رواية: ((فإنَّه لبيوتنا وقبورنا)) (فَقَالَ) صلعم : (إِلاَّ الإِذْخِرَ) وهذا التعليق وصله المؤلِّف في كتاب ((الحج))، في باب ((لا ينفر صيد الحرم)) [خ¦1833]. وقد مرَّ الكلام فيه هناك مستوفىً.