نجاح القاري لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضوا إليها}

          ░6▒ (بابُ) سبب نزول (قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا} [الجمعة:11]) وقد ذكرت هذه الآية في أوَّل كتاب البيوع، في باب ما جاء في قول الله ╡: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ} [الجمعة:10] الآية. وقد مرَّ الكلام فيها هناك مستوفى.
          ولعلَّ قصد المؤلِّف من إعادتها هنا إشارة إلى أنَّ التِّجارة وإن كانت في نفسها ممدوحةً باعتبار كونها من مكاسب الحلال، لكنَّها قد تذمُّ إذا قدَّمت على ما يجب تقديمه عليها، إذ كان من الواجب المقدَّم عليها ثباتهم مع النَّبي صلعم حين كان يخطب يوم الجمعةِ إلى أن يفرغ من الصلاة، فلمَّا تفرَّقوا حين أقبلت العير ولم يبقَ معه غير اثني عشر رجلاً أنزل الله تعالى هذه الآية، وفيها عتبٌ عليهم وإنكارٌ وإخبارٌ بأنَّ كونهم مع النَّبي صلعم كان خيراً لهم من التجارة.