نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الخروج في التجارة

          ░9▒ (بابُ) إباحة (الْخُرُوجِ فِي التِّجَارَةِ) أي: لأجل التِّجارة، كما في قوله تعالى: {لَمَسَّكُمْ فِيْمَا أَفَضْتُمْ فِيْهِ} [النور:14]، وفي الحديث: ((أنَّ امرأةً دخلت النار في هرَّةٍ حَبَستها)) [خ¦2365].
          (وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى) بالجرِّ عطفاً على الخروج؛ أي: وبيان المراد من قول الله تعالى: ({فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة:10]) وهو: إباحة الانتشارِ في الأرض والابتغاءُ من فضل الله وهو الرِّزق، والأمر فيه للإباحة؛ لأنَّه بعد الحظر، كما في قوله تعالى: {وِإِذَا حَلَّلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة:2].
          وقال ابن المُنيِّر في «الحاشية»: غرض البخاريِّ إجازةُ الحركات في التجارة ولو كانت بعيدةً، خلافاً لمن يتنطَّع ولا يحضر السُّوق، كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى [خ¦2062].