مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: لا تترك النار في البيت عند النوم

          ░49▒ باب لا تترك النار في البيت عند النوم
          فيه ثلاثة أحاديث:
          1- حديث ابن عمر عن رسول الله صلعم قال: ((لا تتركوا النار في بيوتكم)) الحديث.
          2- حديث أبي موسى احترق بيت بالمدينة.
          3- حديث كثير هو ابن شنظير، أبو قرة الأزدي، ويقال: المازني البصري عن عطاء، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلعم: ((خمروا الآنية)) الحديث.
          التخمير: التغطية، ومنه سميت الخمر؛ لأنها تغطي العقل، وخمار المرأة، والخمر بالتحريك ما ستر عنك.
          (وأجيفوا) أغلقوا؛ أي: للحفظ من السارق والشيطان.
          والفويسقة: الفأرة، سماها بذلك وإن كانت لم تؤمر ولم تنه؛ لأن فعلها فعله في الفساد، ومثله: ((خمس فواسق يقتلن في الحرم)) وكذلك قوله في النار: ((إنها عدو / لكم)) أي: تفعل فعله في الإحراق، وإنما أمر بالتغطية، وكذا إيكاء السقاء كما سيأتي، وهي القربة لما بينه ◙ في (م): ((إن في السنة ليلة ينزل فيها من السماء وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه ذلك)) قال الليث: كانت الأعاجم يتقون ذلك في كانون الأول. قلت: وهو في شهور القبط كيهك.
          وفي هذه الأحاديث الإبانة عن أن من الحق على من أراد المبيت في بيت، ليس فيه غيره وفيه نار، أو مصباح، أن لا يبيت حتى يطفئه، أو يحرزه، بما يأمن به إحراقه وضره، وكذلك إن كان فيه جماعة، فالحق عليهم إذا أرادوا النوم أن لا ينام آخرهم حتى يفعل به ما ذكرت؛ لأمر الشارع بذلك، فإن فرط فيه مفرط فلحقه ضرر في نفس، أو مال، كان لوصيته لأمته مخالفاً، ولأدبه تاركاً.
          وقد روى عكرمة، عن ابن عباس قال: جاءت فأرة جرت الفتيلة فألقتها بين يدي رسول الله على الخمرة التي كان قاعداً عليها، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم.