مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من أجاب بلبيك وسعديك

          ░30▒ باب من أجاب بلبيك وسعديك
          فيه حديث قتادة، عن أنس عن معاذ قال: أنا رديف رسول الله.. الحديث.
          وحديث الأعمش، ثنا زيد بن وهب.. إلى آخره.
          أبو ذر: اسمه جندب وقيل: بريد بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، مات سنة اثنتين وثلاثين بالربذة.
          وأبو الدرداء: اسمه عويمر بن زيد بن قيس بن عابس بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة، مات بدمشق سنة اثنتين وثلاثين أيضاً، وله عقب بالشام، شهد فتح مصر.
          وأبو شهاب: اسمه عبد ربه / بن نافع الحناط المدائني، أصله كوفي، مات بالموصل، وقيل: بقربها سنة إحدى وقيل: اثنتين وسبعين ومائة، روى له الجماعة.
          وأرصده: بضم أوله من أرصد؛ أي: أعد، قال تعالى: {وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ} [التوبة:107] ورصد: ثلاثي؛ أي: ندب.
          قوله فيه: (ثم ذكرت قولك فقمت) أي: تثبت في موضعي، ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ} [البقرة:20]
          ومعنى لبيك إلبابٌ بعد إلبابٍ؛ أي: إقامة بعد إقامة.
          وقال ابن الأنباري: أنا مقيم على طاعتك من قولهم: لب بالمكان، وألب به: إذا أقام.
          ومعنى: سعديك. من الإسعاد والمبالغة، وقال غيره: معنى لبيك: إجابة بعد إجابة، وسعديك: إسعاد بعد إسعاد. وبه جزم ابن التين، قال المهلب: والإجابة بنعم وكل ما يفهم منه الإجابة كاف، ولكن إجابة السيد والشريف بالتلبية والإرحاب والإسعاد أفضل.
          قوله: (ما حق الله) إلى قوله: (ما حق العباد على الله) المراد به التأكيد لا الإيجاب، وإن ادعاه المرجئة والله لا يجب عليه شيء لعباده، وهذا اللفظ خرج مخرج التزاوج والتقابل؛ لما تقدم من ذكر حق الله على العباد كقوله: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشورى:40] فسمى الجزاء على السيئة باسم السيئة، فكذلك هنا، وإنما المعني به إنجاز وعده من أن يدخلهم الجنة.
          وسيأتي هذا المعنى في كتاب الاعتصام.