مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الأخذ باليدين

          ░28▒ باب الأخذ باليدين
          وصافح حماد بن زيد ابن المبارك بيديه.
          رواه ابن سعد عن معن قال: رأيت حماداً فذكره.
          ثم ذكر فيه حديث ابن مسعود: علمني رسول الله صلعم كفي بين كفيه التشهد كما يعلمني السورة من القرآن: ((التحيات لله..)) الحديث، وفي آخره فائدة جليلة: وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا: السلام. يعني: على النبي صلعم.
          وظاهره أن الإشارة والخطاب بقوله: ((السلام عليك)) إنما كان في حياته، وأنه يقال بعد وفاته ما ذكره فتنبه له وقد سلف في بابه.
          قوله: (كفي بين كفيه) هذا هو مبالغة المصافحة وذلك مستحب عند العلماء، واختلف في تقبيل اليد: فأنكره مالك وأنكر ما روي فيه، وأجازه آخرون، واحتجوا بأن أبا لبابة وكعب بن مالك قبلا يد رسول الله حين تاب الله عليهم، وكذا صاحباه، ذكره الأبهري وقال: إنما كرهه مالك إذا كان على وجه النكر وأما إذا قبل على وجه القربة لدينه أو لعلمه أو لشرفه، فإن ذلك جائز، وتقبيل يد رسول الله مما يقرب إلى الله. وما كان لدنيا أو لسلطان أو لغيره من وجوه التكبر فهو مكروه.
          وحديث ابن عمر في قصة السرية لما قال: ((أنتم العكارون))، فقبلنا يده حجة أيضاً لما قلناه.
          وقد قبل أبو عبيدة يد عمر بن الخطاب حين قدم من سفر، وقبل زيد بن ثابت يد ابن عباس حين حبس ابن عباس بركابه. فقال ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. وقال زيد: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا.
          وروى (ت) من حديث ابن عباس أن يهوديين أتيا رسول الله، فسألاه عن تسع آيات بينات، فذكرهن ثم قال: ((وعليكم خاصة اليهود أن لا تعدوا في السبت)) فقبلوا يده ورجله، وقالا: نشهد أنك نبي الله.
          قال (ت): حديث حسن صحيح.
          قوله: (وهو حي بين ظهرانينا) أي: حي في وسطنا، قال الجوهري: تقول: فلان نازل بين ظهرانيهم وظهريهم؛ تفتح النون ولا تكسر.
          قال والدي ⌂:
          (باب من نظر في كتاب من يحذر) بلفظ المجهول.
          قوله: (يوسف بن بهلول) بضم الموحدة وإسكان الهاء وضم اللام الأولى التميمي مات سنة سبع عشرة ومائتين و(عبد الله بن إدريس) بن يزيد بالزاي الأودي بفتح الهمزة وسكون الواو وبالمهملة و(حصين) مصغر الحصن بالمهملتين وبالنون ابن عبد الرحمن و(سعد بن عبيدة) مصغر ضد الحرة، (ختن أبي عبد الرحمن) عبد الله السلمي بضم المهملة وفتح اللام والرجال كلهم كوفيون و(الزبير بن العوام) بتشديد الواو وتخفيف الميم و(أبو مرثد) بفتح الميم والمثلثة وتسكين الراء بينهما وبالمهملة اسمه كناز بفتح الكاف وشدة النون وبالزاي الغنوي بفتح المعجمة والنون وبالواو.
          و(خاخ) بالمعجمتين موضع و(حاطب) بكسر المهملة الثانية وبالموحدة (ابن أبي بلتعة) بفتح الموحدة والفوقانية والمهملة وسكون اللام و(ابتغينا في رحلها) أي: طلبنا في متاعها و(الحجزة) بضم المهملة وإسكان الجيم وبالزاي معقد الإزار وحجزة السراويل التي فيها التكة واحتجز الرجل بإزاره؛ أي: شده على وسطه و(إلا أن أكون) يحتمل كسر همزة إلا وفتحها وأكثر الروايات بالكسر للاستثناء و(ما غيرت) أي: الدين يعني لم أرتد عن الإسلام و(يد) أي: منة ونعمة واسم المرأة سارة بالمهملة والراء.
          قوله: (اعملوا) فيه معنى المغفرة لهم في الآخرة وإلا / فلو توجه على أحد منهم حد أو حق يستوفي منه.
          فإن قلت: مر الحديث في الجهاد في باب الجاسوس أنها أخرجته من عقاصها بالمهملتين والقاف؛ أي: شعرها وهاهنا قال من حجزتها؟ قلت: ربما كان في الحجزة أولاً فأخرجته وأخفته في العقاص وأخرجت منه ثانياً أو بالعكس.
          فإن قلت: ثمة ذكر المقداد مكان أبي مرثد؟ قلت: لا منافاة لاحتمال الاجتماع بينهما إذ التخصيص بالذكر لا ينفي الغير.
          قوله: (دمعت) بكسر الميم وفتحها، قال ابن بطال: فيه هتك ستر المذنب وكشف المرأة العاصية والنظر في كتاب الغير إذا كان فيه نميمة على المسلمين إذ حينئذ لا حرمة لا للكتاب ولا لصاحبه.
          قوله: (عبد الله بن عتبة) بضم المهملة وسكون الفوقانية وبالموحدة و(أبو سفيان) اسمه صخر بفتح المهملة وتسكين المعجمة، ابن حرب ضد الصلح و(هرقل) بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف على المشهور ملك الروم و(تجارا) بضم التاء وشدة الجيم وبكسرها وتخفيفها جمع: التاجر وذكر الحديث بطوله على ما تقدم في أول الجامع.
          قوله: (الليث) مرادف الأسد ابن سعد الفهمي بفتح الفاء وإسكان الهاء و(جعفر بن ربيعة) بفتح الراء و(عبد الرحمن بن هرمز) بضم الهاء والميم وسكون الراء بينهما وبالزاي المشهور بالأعرج و(عمر بن أبي سلمة) بالمفتوحتين ابن عبد الرحمن بن عوف وسبق الحديث في كتاب الكفالة.
          قوله: (أبو الوليد) بفتح الواو هشام الطيالسي و(أبو أمامة) بضم الهمزة (ابن سهل بن حنيف) مصغر الحنف بالمهملة والنون والفاء و(أبو سعيد) أي: الخدري و(قريظة) بتصغير القرظ بالقاف والراء والمعجمة قبيلة من اليهود كانوا في قلعة و(سعد) هو ابن معاذ و(مقاتلتهم) أي الطائفة المقاتلة أي: الرجال و(الذراري) بتخفيف الياء وتشديدها جمع الذرية أي: النساء والصبيان و(الملك) أي: الله تعالى؛ لأنه الملك الحقيقي على الإطلاق، وروي بفتح اللام أي بحكم جبريل الذي جاء به من عند الله تعالى.
          وفيه استحباب القيام عند دخول الأفضل وهو غير القيام المنهي عنه؛ لأن ذلك بمعنى الوقوف وهذا بمعنى النهوض مر في باب الجهاد.
          قوله: (إلى حكمك) قال (خ): أنا سمعت من أبي الوليد على حكمك وبعض الأصحاب نقلوا عنه بحرف الانتهاء بدل حرف الاستعلاء.
          قوله: (المصافحة) أي: الأخذ باليد وهو مما يؤكد المحبة و(كعب بن مالك) هو أحد الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك وتقدمت قصتهم بتمامها ثمة.
          و(طلحة بن عبيد الله) أحد العشرة المبشرة و(الهرولة) ضرب من العدو و(هنأني) بقبول التوبة ونزول الآية لهم.
          قوله: (عمرو) بالواو ابن عاصم و(حيوة) بفتح المهملة وسكون التحتانية وفتح الواو ابن شريح مصغر الشرح بالمعجمة والراء والمهملة التجيبي بضم الفوقانية وكسر الجيم وبالتحتانية والموحدة و(أبو عقيل) بفتح المهملة وكسر القاف زهرة بضم الزاي وتسكين الهاء ابن معبد بفتح الميم والموحدة وسكون المهملة بينهما ابن عبد الله بن هشام التيمي والرجال كلهم بصريون في هذا الإسناد إلا عبد الله التيمي.
          قوله: (ابن المبارك) هو عبد الله و(سيف) بفتح المهملة وتسكين التحتانية و(أبو معمر) بفتح [الميمين] عبد الله بن سخبرة بفتح المهملة والموحدة وإسكان المعجمة بينهما وبالراء الأزدي الكوفي.
          قوله: (ظهرانينا) أصله ظهرينا أي ظهري المتقدم والمتأخر أي: بيننا فزيد الألف والنون للتأكيد والنون مفتوحة لا غير، ومر شرح الكلام في كتاب الصلاة.
          الزركشي:
          (بما حكم به الملك) بكسر اللام يعني الله، وروي بالفتح.
          (ابن عقيل) بفتح العين.
          (زهرة) بضم الزاي.