مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: السلام اسم من أسماء الله تعالى

          ░3▒ باب السلام اسم من أسماء الله تعالى
          وقوله: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ}الآية [النساء:86].
          ثم ساق حديث شقيق عن عبد الله في التشهد وقد سلف.
          قيل: إن الآية في السلام إذا قال: سلام رد عليه: وعليك السلام ورحمة الله وإذا قال: السلام عليك ورحمة الله، رد: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. وقيل: إنها في الهدية.
          وعن مالك: يرجع فيها ما لم تقبض. وهو مذهبنا ومذهب أبي حنيفة ومشهور مذهب مالك كما قاله ابن التين أنها تلزم بالقول، وليس له رجوع وإنما الحوز شرط في صحتها.
          قوله: (إن الله هو السلام) يريد: أنه اسم من أسمائه، قال تعالى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ} [الحشر:23] فمصداق هذا الحديث القرآن، والأسماء إنما تؤخذ توقيفاً من الكتاب والسنة، ولا يجوز أن يسمى الله بغير ما سمى به نفسه، ولما كان السلام من أسمائه لم يجز أن يقال: السلام على الله، وجاز أن يقال: السلام عليكم؛ لأن معناه الله عليكم، والسلام أيضاً السلامة؛ قال تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ} [الأنعام:127] أي: السلامة، وهي: الجنة، والسلام: التسليم، والسلام: الشجر، وشجر عظام واحدتها سلامة، والسلام: الاستلام، والسلامة: البراءة من العيوب.