مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب المصافحة

          ░27▒ باب المصافحة
          وقال ابن مسعود: علمني النبي صلعم التشهد.. الحديث إلى آخره.
          ثم ساق حديث قتادة قلت لأنس... إلى آخره.
          وحديث عبد الله بن هشام كنا مع النبي صلعم وهو آخذ بيد عمر.
          معنى: (يهرول): يسعى، والهرولة: بين المشي والعدو، و(هنأني) مهموز، وما ذكره دال على جواز ما ترجم له.
          والمصافحة حسنة عند عامة العلماء، وقد استحبها مالك بعد أن كرهها، وقال لما [سئل] عنها: إن الناس لا يفعلون ذلك، وأنا أفعله. وكره معانقة الرجلين، وقال: قال الله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ} [يونس:10].
          وروي عنه أنه صافح سفيان بن عيينة، وهو مما يثبت الود ويؤكد المحبة؛ ألا ترى قول كعب حين قام إليه طلحة وصافحه: فوالله ما أنساها لطلحة أبداً. فأخبر بعظيم قيام طلحة إليه من نفسه، ومصافحته له وسروره له بذلك.
          وقال أنس: إن المصافحة كانت في أصحاب رسول الله، وهم الحجة والقدوة للأمة، ثم أتباعهم، وقد ورد فيها آثار حسان.
          روى ابن أبي شيبة بسنده عن البراء قال: قال رسول الله صلعم: ((ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا)).
          وروى حماد، عن حميد، [عن أنس]، عن رسول الله أنه قال: ((أهل اليمن أول من جاء بالمصافحة)).
          وروى ابن المبارك من حديث أنس قال: كان رسول الله صلعم إذا استقبله الرجل صافحه لا ينزع يده حتى يكون هو الذي يدع، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه / .
          وروي: ((تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تذهب الشحناء)).
          وفي ((القنية)) للحنفية: لا بأس بمصافحة المسلم جاره النصراني إذا رجع بعد الغيبة، وينادي بترك المصافحة. وفي ((المصنف)) عن ابن محيريز أنه صافح نصرانيًّا في مسجد دمشق. قال: والسنة في المصافحة بكلتا يديه. ويأتي بعده.