مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: بمن يبدأ في الكتاب؟

          ░25▒ باب بمن يبدأ في الكتاب
          وقال الليث: حدثني جعفر، إلى آخره وقد سلف.
          وقال عمر بن أبي سلمة عن أبيه، سمع أبا هريرة قال: قال النبي صلعم: ((نجر خشبة، فجعل المال في جوفها، وكتب إليه صحيفة: من فلان إلى فلان)).
          (ونقر) بالنون أي: نقبها بالمنقار.
          قال الداودي: كتب ابن عمر إلى أبيه فبدأ بنفسه، وسأله رجل كتاباً إلى معاوية في امرأته، فأراد أن يبدأ بنفسه فقيل له: إن بدأت به كان أنجح للحاجة ففعل. وهو جائز عند مالك البداءة بالمكتوب إليه، قال: وتطابق الناس اليوم على ذلك، وكان يأباه بعض العراقيين.
          قال المهلب: السنة أن يبدأ صاحب الكتاب بذكر نفسه. فكذلك هي في جميع الأشياء؛ ألا ترى أنه قد جاء في الحديث: ((صاحب الدابة أولى بمقدمها)).
          وقال نافع: كان عمال عمر إذا كتبوا إليه بدءوا بأنفسهم. وإلا لم يرد إليهم جواباً.
          وأجاز قوم أن يبدأ باسم غيره قبله، وروى أشهب أن مالكاً سئل عن الذي يبدأ في الكتاب بأصغر منه، ولعله ليس بأفضل منه، قال: لا بأس بذلك. أرأيت لو أوسع له في المجلس إذا / جاء أعطى ماله.
          قال بعضهم: في الحديث الأول دليل على إثبات كرامات الأولياء. وعليه جمهور الأشعرية خلافاً لأبي إسحاق الشيرازي، ووافقه ابن أبي زيد وأبو الحسن القابسي.