نجاح القاري لصحيح البخاري

باب

          ░126▒ (باب) كذا وقع في رواية الأكثرين بلا ترجمة، وقد سقط لفظ: ((باب)) أيضاً في رواية الأَصيليِّ وعلى روايته شرحَ ابنُ بطَّال ومن تبعه.
          وقال الحافظ العسقلانيُّ: والرَّاجح إثباته؛ لأنَّ الأحاديث المذكورة فيه لا دَلالة فيها على فضل: اللهمَّ ربنا لك الحمد إلَّا بتكلف، فالأولى أن يكون بمنزلة الفصل من الباب الذي قبله، وذلك أنَّه لمَّا قال أوَّلاً: ((باب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع))، وذكر قوله صلعم : ((اللَّهمَّ ربنا لك الحمد)) [خ¦796] استطردَ إلى ذكر فَضَلَ هذا القول بخصوصه، ثمَّ فصل بلفظ: ((باب))؛ ليكمل التَّرجمة الأولى فأورد بقيَّة ما ثبت على شرطه ممَّا يقال في الاعتدال كالقنوت وغيره.
          هذا وتعقَّبه العينيُّ بأنَّه لا تكلف في دَلالة الأحاديث المذكورة بعد لفظة ((باب)) على فضل: ((اللَّهمَّ ربنا لك الحمد))، ولا يلزم أن تكون الدَّلالة صريحة بل يكتفي في ذلك بحيثيَّةٍ من الحيثيَّات وهاهنا كذلك؛ لأنَّ المذكور بعد قوله: ((باب)) ثلاثة أحاديث:
          الأوَّل: حديث أبي هريرة ☺ [خ¦797] وهو وإن لم يقع فيه قوله: ((ربنا لك الحمد))، لكن في هذه الطَّريق اختصار، وهو مذكورٌ في الأصل، فيدلُّ على فضل هذا القول، وإلَّا لما قاله صلعم .
          والثَّاني: حديث أنس ☺ [خ¦798] الَّذي يدلُّ على أنَّ القنوت كان في المغرب والفجر، والكلام فيه كالكلام في حديث / أبي هريرة ☺.
          والثَّالث: حديث رفاعة بن رافع ☺ [خ¦799] وهو ظاهرٌ في الدَّلالة على فضل التَّحميد، وذلك لأنَّ ابتدار الملائكة إنَّما كان لزيادة قول الرجل، لكن لمَّا كانت الزيادة المذكورة صفةً في التَّحميد جارية مجرى التَّأكيد له تعيَّن جعل الأصل سبباً أو سبباً للسبب، فتثبتُ بذلك الفضيلة، والله أعلم.
          هذا وأنت خبيرٌ بأنَّ هذا التعقُّب ليس على الحافظ العسقلانيِّ بل هو له، كما لا يخفى على من تأمَّل، وقد ترجم بعضهم هاهنا بقوله: ((باب القنوت)).
          قال الحافظ العسقلاني: ولم أره في شيءٍ من رواياتنا.