نجاح القاري لصحيح البخاري

باب صلاة الليل

          ░81▒ (باب صَلاَةِ اللَّيْلِ) لم تقع هذه التَّرجمة على هذا الوجه إلَّا في رواية المستمليْ وحده، ولا وجه لذكرها هنا؛ لأنَّ الأبواب هاهنا في الصُّفوف وإقامتها، ولصلاة اللَّيل بخصوصها كتابٌ مفرد سيأتي في أواخر الصَّلاة [خ¦1120]. وقد تكلِّف في إبداء مناسبته لذكر هذه الترجمة هنا فقيل: لمَّا كان المصلِّي الذي بينه وبين إمامه حائل من جدار ونحوه قد يظنُّ أنَّه يمنع من إقامة الصفِّ ذكر هذه التَّرجمة بما فيها دفعاً لذلك.
          وقيل: وجه ذلك أنَّ من صلَّى بالليل مأموماً كان له في ذلك شَبَهٌ بمن صلَّى وراء حائط. وقيل: المراد صلاة اللَّيل جماعة، فحذف لفظ ((جماعة))، والذي يأتي في أبواب التهجُّد [خ¦19/2-1778] إنَّما هو حكم صلاة اللَّيل، وكيفيَّتها في عدد الرَّكعات وفي المسجد أو البيت، ونحو ذلك.
          هذا وقيل: كأنَّ النسخة وقع فيها تكرير لفظة ((صلاة اللَّيل))، وهي التي في آخر الحديث الذي قبله، فظنَّ الرَّاوي أنَّها جملة مستقلَّة فصدَّرها بلفظ: باب، وبُعْدُ كل واحد من هذه الوجوه أظهرُ من أن يخفى.