مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب قول الله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}

          ░47▒ (بَاب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران:93]) / سبق تفسيره في بابه في(1) (سورة آل عمران) مِن (كتاب التفسير).
          قوله: ({يَتْلُونَهُ})؛ أي: في(2) قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ} [البقرة:121] نزلت في مؤمني(3) اليهود والنصارى، و{الكِتَابَ} هو التوراة والإنجيل، وقيل: نزلت في أصحاب محمَّد صلعم، و{الكِتَابَ} القرآن، {يَتْلُونَهُ}؛ أي: يقرؤونه حقَّ قراءته؛ يعني: بالتدبُّر، وقيل: يقرؤونه كما أنزل فلا يحرِّفونه عن مواضعه، وقيل: أي: يتَّبعونه حقَّ اتِّباعه بتحليل حلاله وتحريم حرامه، والهاء راجعٌ إلى {الكتاب}.
          قوله: ({يُتْلَى})؛ أي: في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [العنكبوت:51] ومضى تفسيره في (باب: مَن لم يتغنَّ بالقرآن) مِن (كتاب فضائل القرآن).
          قوله: ({لَا يَمَسُّهُ})؛ أي: في قوله تعالى: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة:79]؛ أي: لا ينال نفعه ولا ثوابه إلَّا المؤمنون، وقيل: أي(4) : لا يعتقده إلَّا المؤمنون، وقيل: لا يعلم تأويله ولا يفهم معانيه إلَّا المطهَّرون مِنَ الاعتقاد(5) السيِّء، وقيل: لا يمسُّ المصحف إلَّا المطهَّرون مِنَ الأحداث، وهو نفيٌّ بمعنى نهيٍ.
          قوله تعالى: ({مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ} [الجمعة:5])؛ أي: ألزموا أحكامها، وهم اليهود، ({ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} [الجمعة:5])؛ أي: ثمَّ لم يلتزموا أحكامها، ولم يعملوا(6) بما أُمِرُوا منها(7)، بل حرَّفوها وغيَّروا أحكامها، وقيل: {حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ}؛ أي: جُعلِوا قارئين لها، {ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا}؛ أي: ثمَّ(8) لم يفهموا معانيها، ({كَمَثَلِ الْحِمَارِ} [الجمعة:5])؛ أي: كالحمار يحمل كتبًا؛ أي: عليه ثقله وهو لا يدري ما فيه، و(الأسفار) جمع (سفر) وهو الكتاب، ({بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ} [الجمعة:5])؛ أي: بئس المثل، وهو تشبيههم بالحمار، مثل هؤلاء اليهود المكذِّبين بآيات الله المنزَّلة على محمَّد صلعم مع علمهم بصحَّتها بما وجدوه في التوراة مِن نبوَّته وزعموا أنَّه ليس بنبيٍّ، ({وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة:5])؛ أي: الكافرين فإنَّهم الذين ظلموا أنفسهم بما عاندوا كتاب الله وكذَّبوا آياته.
          قوله ╕: (أَخْبِرْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ) مضى بيان الحديث في (باب: فضل الطهور باللَّيل والنهار) مِن (أبواب النوافل).
          قوله: (وَسُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟) راويه أيضًا أبو هريرة، ومضى بيانه في (باب مَن قال: الإيمان هو العمل(9)) مِن (كتاب الإيمان) وقد مرَّ فيه أنَّ الإيمان قولٌ وفعلٌ، ويزيد وينقص.


[1] في (غ): (من).
[2] (في): ليس في (غ).
[3] في (غ): (بوسنتي) بلا نقط.
[4] (أي): ليس في (غ).
[5] في (غ): (الإحداث).
[6] في (أ): (يعلموا).
[7] في (غ): (فيها).
[8] (ثم): ليس في (غ).
[9] في (غ): (العلم).