مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب قول الله تعالى: {لا تحرك به لسانك}

          ░43▒ (بَاب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} [القيامة:16])
          قوله ╕: (قَالَ اللهُ: أَنَا مَعَ عَبْدِي)، قيل: أي: بالرحمة والإعانة والتوفيق، قال الطيبيُّ: معنى (المعيَّة) كناية عن القربة(1) والشرف؛ لِمَا ورد: «أنا جليس مَن ذكرني»، كما قال: فلانٌ جليس السلطان؛ أي: مقرَّبٌ مشرَّف عنده، الحديث أبلغ حيث لم يقل: هو جليسي.
          وقوله: (وَتَحَرَّكَتْ بِي)؛ أي: تذكَّرني، وفيه مِنَ المبالغة ما ليس في قوله: إذا ذكرني باللِّسان، هذا إذا كان الواو للحال، وأمَّا إذا كان للعطف فيَحتمل الجمع بين الذكر باللِّسان وبالقلب، وهذا الثاني أولى؛ لأنَّ المؤثِّر النافع هو الذكر باللِّسان مع حضور القلب، وأمَّا الذكر باللِّسان والقلبُ لاهٍ فهو قليل الجدوى.
          وفي الباب حديث ابن عبَّاسٍ، ومضى بيانه في بابه مِن (سورة القيامة) مِن (كتاب التفسير).


[1] في (غ): (القرب).