مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة}

          ░24▒ (بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:22-23])
          أي: وجوهٌ في ذلك اليوم _وهو يوم القيامة_ / مشرقةٌ بالنعيم، وهي وجوه أهل الإيمان المطيعين لله في أوامره ونواهيه، ومعنى ({نَاضِرَةٌ}) مشرقة، وقيل: حسنة، وقيل: متهلِّلة، وقيل: ناعمة.
          وقوله(1) : ({إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:23])؛ أي: أنَّها تنظر إلى الله تعالى نظر رؤيةٍ وعيانٍ، وهذا في الجنَّة، وسُئِل مالك بن أنسٍ عن قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} فقيل: قومٌ يقولون إلى ثوابه، فقال مالكٌ: كذبوا، وأين هم عن قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ(2) لَّمَحْجُوبُونَ} [المطففين:15] ينظرون إلى الله(3) بأعينهم، ولولا ذلك لم يُعيِّر الله الكفَّار بالحجاب في هذه الآية.


[1] في (غ): (وقيل).
[2] {يَوْمَئِذٍ}: ليس في (غ).
[3] زيد في (غ): (يوم القيامة).