مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب قول الله تعالى: {لما خلقت بيدي}

          ░19▒ (بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75])
          أوَّله: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75] وهو استفهام توبيخٍ؛ يعني: أيُّ شيءٍ منعك أن تسجد لِما تولَّيت خلقه مِن غير أن آمرك(1) به أو سببٍ(2) أدَّى إليه؟، يقال: كتب القاضي بيده؛ أي: تولَّى كتبه بنفسه ولم يأمر به، وإنَّما خصَّ آدم بهذا إكرامًا له، وقيل: هذا عبارة عن الإكرام حين أضاف الخلق إلى نفسه؛ كما أضاف الروح إلى نفسه في قوله: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} [الحجر:29].
          وتمامه: {أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} [ص:75]؛ أي: تكبَّرت وأنفت عن أن تطيع الله، أم علا قدرك أن تخضع لأحدٍ مِنَ المخلوقين؟ وكلاهما فاسدٌ في العقول.


[1] في (أ) و(غ): (أمرت).
[2] في (غ): (بسبب).