مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب قول النبي: رجل أتاه الله القرآن

          ░45▒ (بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : «رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ...» الحديث)
          هذا إشارة إلى فعل العبد وكسبه، فإنَّ له اختيارًا منه إذ هو السبب كما سبق في (كتاب القدر) لكنَّه مخلوقٌ يخلقه الله حالة ما يكتسب، فإنَّ الله خالق أعمال العباد خيرها وشرِّها كتبها عليهم في اللَّوح المحفوظ قبل أن خلقهم، كما يجيء بحثه في (باب قوله تعالى: {وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96]).
          قوله تعالى: ({وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ(1) } [الروم:22])؛ أي: ومن علامات قدرته خلقه السموات والأرض بعجيب خلقهما، وأيضًا اختلاف اللُّغات والأصوات واختلاف الألوان؛ وهو السواد والبياض والشقرة(2) والأدمة، خصَّ الله كلَّ آدميٍّ بلونٍ مِن هذه الألوان، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ} [الروم:22]؛ أي: لدلالاتٍ واضحاتٍ، {لِّلْعَالِمِينَ} [الروم:22]؛ أي(3) : للإنس والجنِّ.
          قوله تعالى: ({وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} [الحج:77])؛ أي: افعلوا ما هو محمودٌ في العقول مِنَ(4) البرِّ والإحسان وغيرهما مِن حميد الفعال، ({لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج:77])؛ أي: لكي تسعدوا / وتفوزوا بالفلاح.
          وفي الباب حديث أبي هريرة وابن عمر، ومضى بيانهما في (باب: اعتباط صاحب القرآن) مِن (كتاب فضائل القرآن).


[1] {وَالْأَرْضِ}: مثبت من (غ).
[2] في (أ): (والشفرة).
[3] في (أ): (أو).
[4] في (غ): (في).