مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب قوله تعالى: {ويحذركم الله نفسه}

          ░15▒ (بَابُ قَوْلِه تَعَالَى(1) : {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران:30])
          أي: ويخوِّفكم عذابه، والتقدير: عذاب نفسه أو بطش نفسه، فحذف المضاف.
          و(النَّفْسُ) الذات، فإنَّ له تعالى ذاتًا حقيقة، وهذا وعيدٌ على موالاة الكفَّار مِن غير تقيُّدٍ(2).
          قوله تعالى: ({مَا فِي نَفْسِي} [المائدة:116])؛ أي: قال عيسى: تعلم يا ربِّ ما أُضمر في نفسي وأُخفيه، ({وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة:116])؛ أي: ما تخفيه عنَّا ممَّا هو في سرِّ ذاتك وكنفه، وإنَّما قال: {فِي نَفْسِكَ} لازدواج الكلام.
          واعلم أنَّ للناس فيما جاء مِن(3) صفات الله ممَّا(4) يشبه صفات المخلوقين تفصيلًا، وذلك أنَّ المتشابه قسمان: قسمٌ يقبل التأويل، وقسمٌ(5) لا يقبله بل علمه مختصٌّ بالله تعالى؛ كالنفس في قوله تعالى(6) : {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة:116] و(المجيء) في قوله تعالى: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر:22] ونحو ذلك فإنَّ تأويله محالٌ إلى علمه تعالى.
          وفي الباب حديث عبد الله بن مسعود، ومضى بيانه في (باب: الغيرة) مِن (كتاب النكاح)، وفيه: / جواز إضافة الغيرة وكذا نسبة المحبَّة إلى الله تعالى.


[1] في (غ): (قول الله تعالى)، وكذا في الموضع اللاحق.
[2] في (غ): (تقية).
[3] في (غ): (الناس جاء فيها من).
[4] في (غ): (ما).
[5] في (أ): (وضم).
[6] (تعالى): ليس في (غ).