مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

كتاب الجنائز

          (♫)
          ░░23▒▒ (كِتَابُ الْجَنَائِزِ)
          (الجنَازة) بكسر الجيم وفتحها، والكسر أفصح، ويقال بالفتح(1) : للميِّت، وبالكسر: للنَّعش عليه ميِّتٌ، ويقال عكسه؛ حكاه صاحب «المطالع» والجمع (جنائز) بالفتح لا غير.
          قوله ╕: (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ) قال في «الكاشف»:
          فإن قلتَ: كثيرٌ من المخالفين؛ كاليهود يتكلَّمون بكلمة التَّوحيد، فلا بدَّ من ذكر قرينتها(2) من قوله(3) : (محمَّد رسول الله(4)).
          قلتُ: قرينتها: صدورها عن صدر الرِّسالة؛ كقوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ} [التوبة:18] «الكشَّاف».
          فإن قلتَ: هلَّا ذُكِرَ الإيمان برسول الله صلعم.
          قلتُ: لمَّا عُلِمَ وشُهِرَ أنَّ الإيمان بالله قرينته الإيمان بالرَّسول لاشتمال(5) كلمة الشَّهادة والأذان والإقامة وغيرها عليهما مقترنَين(6) مزدوجين؛ كأنَّهما شيءٌ واحدٌ غير منفكِّ أحدهما عن صاحبه؛ انطوى تحت ذكر الإيمان بالله الإيمان بالرَّسول صلوات الله وسلامه عليه.
          قوله: (فَإِنْ جِئْتَ) هذا مثال(7) الحال؛ أي: شهادة(8) أن لا إله إلَّا الله(9) موجبةً لدخول(10) الجنَّة، ثمَّ جعل الأعمال معها كأسنان المفتاح الَّذي لا ينتفع به إلَّا بالأسنان، يريد: أنَّه لا يدخل الجنَّة دون حسابٍ ولا معاقبةٍ إلَّا أن يكون مع (لا إله إلَّا الله) إتيان المأمورات واجتناب المنهيَّات، وإلَّا؛ فلا بدَّ لمن جاء بها من دخولها على مذهب أهل(11) السُّنَّة.


[1] (بالفتح): مثبت من (ف).
[2] في (غ): (قرينها)، وكذا في الموضع اللاحق.
[3] في (ف): (قول).
[4] في (غ): (محمد صلعم).
[5] في (ف): (لاشتال).
[6] في (غ): (مفتريين).
[7] في (غ): (أمثال).
[8] في (ف): (الشهادة).
[9] اسم الجلالة: ليس في (ف).
[10] في (ف): (ليدخل).
[11] (أهل): ليس في (ف).