مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب صلاة الخوف

          (♫)
          ░░12▒▒ (بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ)
          قوله ╡ : ({وَإِذَا(1) ضَرَبْتُمْ(2) } [النساء:101])؛ أي(3) : سافرتم في الأرض، ({فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} [البقرة:233]) في أن تقصروا من الصَّلاة، ({إِنْ خِفْتُمْ} [النساء:101]) فتنة الَّذين كفروا؛ أي: قهرهم وغلبتهم، وسمَّى السَّير في الأرض ضربًا؛ لأنَّ السَّائر يضرب برجله في سيره(4)، واختلفوا في الشَّرط بالخوف، فذهب بعضهم إلى أنَّه معتبٌر، والمراد: هنا صلاة الخوف، وقيل: إنَّه قصر أركانها إذا خاف مع استيفاء أعدادها فيصلِّي عند المسابقة كيف أمكنه قائمًا أو قاعدًا أو موميًا إن لم يقدر على السُّجود؛ كقوله تعالى: {فَإنْ(5) خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة:239]، ({إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ(6) لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا} [النساء:101]) (كان) للدَّوام، وقيل: كانوا في علم الله أعداءًا لكم، و(عدوّ) يصلح للواحد(7) والجمع؛ لأنَّه على (فعولٌ)، ({وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ} [النساء:102])؛ أي(8) : إذا كنت يا محمَّد في المؤمنين وأنتم تقاتلون الكفَّار، ({فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ} [النساء:102])؛ أي: من المؤمنين معك وطائفةٌ اتجاه(9) العدوِّ، ودلَّ عليه المعنى؛ لأنَّه أمرهم(10) بتفريقهم؛ لتذبَّ الطَّائفة الأخرى عنهم، ({وَلْيَأْخُذُواْ} [التساء:102])؛ أي: الَّذين يقومون اتجاه(11) العدوِّ ويأخذون(12) السِّلاح؛ قاله ابن عبَّاسٍ، وقيل: بل الَّذين يصلُّون معه، واللَّام في الموضعين(13) لام الأمر، وإنَّما أمر بأخذ الأسلحة للذبِّ عنهم وعن أصحابهم، ({فَإِذَا سَجَدُواْ} [النساء:102])؛ أي: إذا فرغ من السُّجود الطَّائفة القائمة معك في الصَّلاة، ({فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ} [النساء:102])؛ يعني: الطَّائفة الَّتي صلَّت تقف(14) بإزاء العدوِّ، وإذا(15) فرغَت من الرَّكعة الَّتي صلَّوها معه؛ فيتمُّ صلاتهم، ({وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى} [النساء:102])؛ أي: الطَّائفة الَّتي هي بإزاء العدوِّ فيصلِّي مع النَّبيِّ صلعم الرَّكعة الَّتي بقيت، ({وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ} [النساء:102])؛ أي: المصلُّون، وقيل: الجميع؛ أي: ليحذروا(16) ويأخذوا ما(17) يدفعون به عن أنفسهم من السِّلاح الَّذي لا يمنع(18) من استيفاء الصَّلاة ولا يؤذي مَن جاورهم، ({وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [النساء:102])؛ أي: تمنَّى الكفَّار لو تتركون أسلحتكم(19) / وأمتعتكم(20) غفلة منكم عنهما(21) ({فَيَمِيلُونَ(22) عَلَيْكُم مَّيْلَةً(23) وَاحِدَةً} [النساء:102])؛ يعني: عند غفلتكم أخبر الله تعالى نبيَّه ╕ بما نووه، وكان معجزةً له، و(الميل) الانحطاط إلى جهة، ({وَلاَ جُنَاحَ} [النساء:102])؛ أي: لا حرج(24) عليكم، ({إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى} [النساء:102])؛ أي(25) : كنتم متأذِّين بالمطر فيثقل عليكم حمل السِّلاح إذا بلَّه المطر، (أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى) فلا(26) تطيقون(27) حمل السِّلاح؛ لضعفكم أن تضعوا؛ أي: لا(28) حرج عليكم بهاتين الحالتين في وضع(29) الأسلحة، و(الأسلحة) جمع السِّلاح، ({وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ} [النساء:102])؛ أي: كونوا على حذرٍ من عدوِّكم عند وضع السِّلاح، ({مُّهِينًا} [النساء:102])؛ أي: مذلًّا، أراد أنَّهم معذَّبون(30) في الدُّنيا بالغلبة والقهر، وفي الآخرة بالمصير إلى النَّار.


[1] في (ف): (فإذا).
[2] زيد في (ف): {فِي الْأَرْضِ}.
[3] زيد في (ف): (إذا).
[4] في (ف): (مسيره).
[5] في (غ) و(ف): (وإن).
[6] (كانوا): ليس في (غ).
[7] في (ف): (الواحد).
[8] (أي): ليس في (ف).
[9] في(غ)، و(ف): (نجاه).
[10] في (ف): (إنما أمر).
[11] في (غ): (نجاة)، وفي (ف): (نحاة).
[12] في (ف): (يأخذون)، بلا واو.
[13] في (ف): (موضعين).
[14] في (ف): (ثقف).
[15] في (ف): (إذا)، بلا واو.
[16] في (ف): (ليحضروا).
[17] (ما): ليس في (ف).
[18] في (ف): (يمتنع).
[19] من هنا حصل خلط في (غ).
[20] في (ف): (أمتعكم).
[21] في (ف): (عنها).
[22] في (غ): (فليميلوا)، وفي (ف): (فيميلوا).
[23] في (غ): (حملة).
[24] في (ف): (خرج).
[25] زيد في (ف): (إن).
[26] في (ف): (ولا).
[27] في (غ): (تطيفون).
[28] (لا): ليس في (ف).
[29] في (ف): (موضع).
[30] في (ف): (يعظمون).