مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

كتاب في الحرث والمزارعة

           (♫)
          ░░41▒▒ (كِتَابٌ فِي الحَرْثِ وَالزِّرَاعَةِ)
          ░1▒ (بَابُ فَضْلِ الزَّرْعِ والغَرْسِ إِذَا أُكِلَ مِنْهُ)
          قوله عزَّ وَعَلا: ({أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ} [الواقعة:63])؛ أي: أخبروني عمَّا تحرثونه مِن أرضيكم(1) ؛ أي: تثيرونه(2) وتلقون فيه(3) البذر؛ ({أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ} [الواقعة:64])؛ أي: أأنتم تنبتونه(4) وتجعلونه زرعًا يكون فيه الحبُّ والسنبل، ({أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة:64])؛ أي: المنبتون(5) الجاعلون إيَّاه زرعًا، و(الحرث) فعل العبد بمشيئة الله تعالى، و(الزرع) فعل الله تعالى وحده، ({لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} [الواقعة:65]) قال عطاءٌ؛ أي: نبتًا لا قمحَ فيه، وقال الزَّجَّاج: لو نشاء لأبطلناه حتَّى يصير خمطًّا(6) لا شيء فيه، ({فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [الواقعة:65])؛ أي: طفقتم تعجبون، وقيل: تحرثون، وقيل: تتحدَّثون: ممَ(7) كان وما موجبه؟، وقيل: تتلهَّفون على الفائت منه، ({إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} [الواقعة:66])؛ أي: وتقولون: إنَّا قد أغرمنا الحب، والتقديرُ: إنَّا لمغرمون البذر، ({بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} [الواقعة:67])؛ أي: حُرمنا ما كنَّا نطلبه(8) مِن الرزق في الزرع.


[1] في (ف): (أرضكم).
[2] في (ف): (يثيرونه).
[3] في (أ): (منه).
[4] في (ف): (تثبتونه).
[5] في (ف): (المثبتون).
[6] في (ف): (منحطًا).
[7] في (ف): (لم).
[8] في (ف): (تطلبه).