مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب مناقب الأنصار

          ░░63▒▒ (بَابُ مَنَاقِبِ الأَنْصَارِ)
          قوله تعالى: ({وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا} [الحشر:9])؛ أي: نزلوا دار الهجرة، وهي المدينة، وهم الأنصار، و(التَّبوُّء) الإقامة بالمنزل، و({الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} [الحشر:9]) منصوبٌ بفعلٍ مضمرٍ؛ أي: وقبلوا الإيمان واعتقدوه ولزموه(1)، ({مِن قَبْلِهِمْ} [الحشر:9]): أي: مِن قبل المهاجرين، قِيل: هو على التقديم والتأخير؛ أي: تبوَّءوا الدار مِن قبلهم واعتقدوا الإيمان؛ لأنَّ إيمان الأنصار ليس قبل إيمان المهاجرين، وقِيل: إنَّ بعض الأنصار آمنوا قبل إيمان بعض(2) المهاجرين.
          وقوله: ({يُحِبُّونَ} [الحشر:9])؛ أي: يحبُّ الأنصار المهاجرين؛ لأنَّهم أحسنوا إليهم وأسكنوهم في ديارهم(3) وشاطروهم في أموالهم، ({وَلَا يَجِدُونَ} [الحشر:9])؛ أي: الأنصار، ({فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً} [الحشر:9])؛ أي: ميلًا وحسدًا على ما أعطى المهاجرين مِنَ الفضيلة، وقِيل: مِنَ التقدُّم عليهم، وقِيل: تقديره: لا يجدون في نفوسهم مساس حاجةٍ مِن فقد ما أوتوا، فحذف المضاف، ويجيء تمام الآية في بابه قريبًا.


[1] في (ف): (ولتعوه).
[2] (بعض): مثبت من (ب).
[3] في (ف): (دارهم).