مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب قوله تعالى: {كل يوم هو في شأن}

          ░42▒ (بَاب قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن:29])
          سبق تفسيره في (سورة الرحمن) مِن (كتاب التفسير).
          قوله تعالى: ({مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ} [الأنبياء:2])؛ أي(1) : مِن وحيٍ، وأراد به القرآن.
          ({مَّن رَّبِّهِم} [الأنبياء:2])؛ أي: مِنَ الله سبحانه على لسان نبيِّه محمَّد صلعم، ({مُّحْدَثٍ} [الأنبياء:2])؛ أي: بالإنزال والتقدير: محدث إنزاله؛ لأنَّ القرآن أنزل(2) آية آية وسورة سورة(3)، ({إِلَّا اسْتَمَعُوهُ} [الأنبياء:2])؛ أي: مِنَ النبيِّ صلعم، ({وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء:2])؛ أي: يستهزئون به مشتغلين(4) بأمور الدنيا غير متفكِّرين فيه.
          قوله تعالى: ({لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ} [الطلاق:1])؛ أي: في العدَّة بعد الطلاق رغبةً للمطلِّق في مراجعة المطلَّقة.
          وقوله: ({لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11])؛ أي: ليس مثله شيء(5)، والكاف زائدة للتأكيد؛ يعني: ليس مثل الله شيءٌ، لا يشبه هو الأشياء، ولا تشبهه الأشياء(6)، وقيل: المثل: الصفة؛ أي: ليست كصفته صفة، فإنَّ صفاته لا تشبه صفات المخلوقين.
          ({وَهُوَ السَّمِيعُ} [الشورى:11])؛ أي: لجميع المسموعات فلا يخفى عليه منها شيءٌ(7).
          ({البَصِيرُ} [الشورى:11]) لجميع المبصرات، فلا يخفى عليه منها شيءٌ، فهو العالم بكلِّ ما يقوله العباد ويفعلونه، واعلم أنَّه تعالى قادرٌ، جميع الكائنات مقدوراته لا يعجزه شيءٌ(8)، ولا يتكوَّن دون قدرته شيءٌ، قادر أن يعدم الكون بأسره، وقادر أن يبدع غيره كمثله، آخذٌ بناصية(9) كلِّ ما في أرضه وسمائه، وبرِّه وبحره، المقدورات قائمةٌ بقدرته، مسخَّرةٌ في قبضته، أوجدها بـ(كن) فكانت(10)، ولو شاء أعدمها فتلاشت وتفانت.
          قوله(11) ╕: (إِنَّ اللهَ يُحْدِثُ)؛ أي: أنَّه تعالى يؤخِّر إنزال ما أراد مِن أمره ويظهر ما شاء مِن حكمه.


[1] في (غ): (أو).
[2] في (غ): (أنزله).
[3] في (غ): (وسورة).
[4] في (غ): (مشتغلون).
[5] (أي ليس مثله شيء): ليس في (غ).
[6] (ولا تشبهه الاشياء): ليس في (غ).
[7] في (غ): (شيء منها).
[8] (شيء): ليس في (غ).
[9] في (غ): (بناصيته).
[10] (فكانت): ليس في (غ).
[11] في (غ): (عليه).