مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب في الشرب

           (♫)
          ░░42▒▒ (بَابٌ فِي الشِّرْبِ)
          هو _بكسر الشين_ السقي والنصيب مِنَ الماء.
          قوله تعالى: ({وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء:30])؛ أي: كلَّ شيء حيٍّ(1) في الأرض مخلوق مِن الماء، وقيل تقديره: وجعلنا مِنَ الماء حياةَ كلِّ شيءٍ حيٍّ، فحذف المضاف؛ أي: أنَّ كلَّ حيٍ(2) يحيا بالماء وبه قوام حياته(3)، ({أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء:30])؛ أي(4) : أفلا يصدِّقون بما يشاهدونه مِنَ الدلائل(5).
          قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ} [الواقعة:68]؛ أي: أخبروني عن الماء الذي تشربونه لتسكِّنوا به(6) عطشكم ويحصل به قوام أبدانكم ({أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ} [الواقعة:69]) أنزلناه عليكم؛ أي: لستم أنزلتموه، بل نحن أنزلناه وأنتم مقرُّون به ونعجزكم عن ذلك فلِمَ لا تخلصون العبادة لي، ولِمَ تنكرون قدرتي على إحيائكم بعد موتكم، ({لَوْ نَشَاء} [الواقعة:70])؛ أي: لو أردنا جعلنا الماء أُجاجًا، والأُجاج المَلِحُ الشديدُ الملوحة، وقيل: المرُّ الشديد المرارة، ({فَلَوْلَا} [الواقعة:70])؛ أي: فهلَّا تشكرون نعمتنا.


[1] (أي: كلَّ شيء حيٍّ): ليس في (ف).
[2] في (ف): (شيءٍ).
[3] في (ف): (بالماء قوله وحياته).
[4] (أي): ليس في (ف).
[5] في (أ): (الذلائل).
[6] (به): ليس في (ف).