مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

كتاب الدعوات

           (♫)(1)
          ░░80▒▒ (كِتَابُ الدَّعَوَاتِ)
          قال الرَّاغب: الدُّعاء كالنِّداء، وقد يُستعمَل كلُّ(2) واحدٍ منهما موضع الآخر، قال تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء} [البقرة:171] ويُستعمَل استعمال التَّسمية نحو: دعوت ابني زيدًا؛ أي: سمَّيته، قال تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا} [النور:63]؛ أي: لا تقولوا: يا محمَّد؛ تعظيمًا له وتوقيرًا.
          ░1▒ (باب قول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60])
          أوَّله: ({وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي} [غافر:60])؛ أي: سلوني أعطكم، وقيل: ادعوني مخلصين في الدُّعاء تاركين للمعصية.
          ({أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]) الدُّعاء، وقيل: أي(3) : وحِّدوني أغفر لكم، ومضى تفسير قوله: ({إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر:60]) في (سورة حم المؤمن) من (كتاب التَّفسير).
          قال النَّواويُّ: دلَّت الأحاديث الصَّحيحة على استحباب الدُّعاء والاستعاذة، وعليه أجمع العلماء وأهل الفتاوى في الأمصار في كلِّ الأعصار، وذهب طائفةٌ من(4) الزُّهَّاد وأهل المعارف إلى أنَّ ترك الدُّعاء أفضل؛ استسلامًا للقضاء، وقال آخرون منهم: إنْ دعا للمسلمين؛ فحسنٌ، وإن خصَّ نفسه؛ فلا، ومنهم من قال: إنْ وجدَ في نفسه باعثًا للدُّعاء استحبَّ، وإلَّا؛ فلا.
          ودليل الفقهاء ظواهر القرآن والسُّنَّة في الأمر بالدُّعاء(5) والإخبار عن الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.
          وفي الباب حديث أبي هريرة وأنس، ومعناه: أنَّ لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ متيقَّنةُ الإجابةِ(6) / وهو على يقينٍ من إجابتها، وأمَّا باقي دعواتهم؛ فهم على طمعٍ من إجابتها، وبعضها يُجابُ وبعضها لا يُجاب.


[1] (╖): ليس في (غ).
[2] في (غ): (لكل).
[3] (أي): ليس في (غ).
[4] زيد في (غ): (أهل).
[5] في (غ): (الدعاء).
[6] في (أ): (للإجابة).