مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب قوله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له}

          ░32▒ (بَاب قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ:23])
          سبق تفسيره في (باب قوله ╡ : {حَتَّى إِذَا(1) فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سبأ:23]) مِن (سورة سبأ) مِن (كتاب التفسير).
          قوله تعالى: ({مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} [البقرة:255])؛ أي: لا يشفع أحدٌ عنده إلَّا بأمره، وقيل: إلَّا بما أمر به تعالى، وهو شفاعة نبيِّنا محمَّد صلعم للأمَّة.
          قوله: (فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ)؛ أي: كشف عنها الفزع، والحديث ظاهرٌ ممَّا يجيء بعد مِن حديث أبي هريرة.
          قوله ╕: (فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ) هذا صريحٌ في أنَّه تعالى متكلِّمٌ بكلامٍ، فإنَّه تعالى متكلِّمٌ، آمرٌ ناهي، واعدٌ متوعِّدٌ بكلامٍ أزليٍّ قديمٍ قائمٍ بذاته لا يشبه كلام الخلق، فليس بصوتٍ يَحدُث مِن انسلال هواءٍ وأشكال أجرامٍ ولا حرف ينقطع بإطباق شفةٍ وتحريك لسانٍ، وهو مذهب أهل الحقِّ.
          وقوله: (أَنَا الْمَلِكُ الدَّيَّانُ)؛ أي: القهَّار، وقيل: الحاكم والقاضي، وهو (فعَّال) مِن دان الناس؛ أي: قهرهم على الطاعة، يقال: دنتهم(2) فدانوا؛ أي: قهرتهم / فأطاعوا.
          وفي الباب حديث أبي هريرة، ومضى بيانه في بابه مِن (سورة الحجر) مِن (كتاب التفسير).


[1] في (غ): (إذ).
[2] في (غ): (دينهم).