مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب مقلب القلوب

          ░11▒ (بَابُ مُقَلِّبِ الْقُلُوبِ)
          أي: مصرِّفها كيف يشاء(1)، فيهدي مَن يشاء، ويضلُّ مَن يشاء، وفي نسبة تقلُّب القلوب إلى الله تعالى إشعارٌ بأنَّه سبحانه إنَّما تولَّى بنفسه أمر قلوبهم، ولم يكله إلى أحدٍ مِنَ الملائكة؛ لئلَّا يطَّلع أحدٌ غيره على سرائرهم، ولا ينبثَّ ما في ضمائرهم.
          و(الْقُلُوبِ) جمع (القلب) وهو أخصُّ مِنَ الفؤاد في الاستعمال.
          (قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ} [الأنعام:110])؛ أي: نحوِّل قلوبهم وأبصارهم عن(2) جهتها حتَّى لا يعرفوا الحقَّ ولا يبصروه(3) ؛ يعني: يحول بينهم وبين الإيمان.
          وفي الباب حديث ابن عمر، ومضى بيانه في (باب: كيف كان يمين النبيِّ صلعم) مِن (كتاب الأيمان والنذور).


[1] في (غ): (شاء).
[2] في (غ): (غن).
[3] في (غ): (يبصزوه).