مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله

          ░░1▒▒ (بَابُ / كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم)
          (بَدْءُ الْوَحْيِ) أوَّله، ويقع الوحي على الإشارة والشَّريعة والرِّسالة والإلهام والكتابة والكلام الخفيِّ، يقال: وحيتُ إليه وأوحيت، وعلى كلِّها ورد التَّنزيل، وبذلك فسَّره أهل التَّأويل.
          قوله: (وَقَوْلُ الله تَعَالَى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [النساء:163])؛ أي: إنَّا أرسلنا إليك رسلنا بالنُّبوَّة كما أرسلنا إلى نوح، قيل: إنَّ اليهود أنكروا الوحي إلى الأنبياء بالكلِّيَّة، وقالوا: {مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} [الأنعام:91] فأُجِيبوا بهذه الآية.
          وفي «التَّفسير»: أنَّ الله تعالى أوحى إلى محمَّدٍ صلعم كلَّ شيء أوحاه إلى نبيٍّ قبله، فأجمله كلُّه في القرآن، ولعلَّ المقصود من إيراد هذه الآية في هذه التَّرجمة إثبات نفس الوحي للمرسلين عامَّة، ولنبيِّنا عليه وعليهم الصلاة والسلام خاصَّة، وبيان كيفيَّة ذلك.