مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب التهجد بالليل

          ░░19▒▒ (بَابُ التَّهَجُّدِ(1) بِاللَّيلِ)
          قوله تعالى: ({وَمِنَ اللَّيْلِ} [الإسراء:79])؛ أي: وفي بعض اللَّيل فاستيقظ للصَّلاة.
          و(التَّهَجُّد) ترك الهجود؛ وهو النَّوم؛ كما يقال: تحرَّج؛ إذا ترك الحرج، ولا يقال للمتيقِّظ: متهجِّدًا(2) إلَّا إذا كان مصلِّيًا.
          ({فَتَهَجَّدْ بِهِ} [الإسراء:79])؛ أي: بالقرآن، والمراد به الصَّلاة ({نَافِلَةً لَّكَ} [الإسراء:79])؛ أي: زيادة لك على ما فُرِضَ على الأمَّة، وكان واجبًا على النَّبيِّ صلعم ثمَّ نُسِخَ، وأقلُّها ركعتان، وهو نصب على الحال من الهاء في (به) وتمامه: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ} [الإسراء:79] (عَسَى) من الله واجب؛ أي: يبعثك لا محالة {مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء:79]؛ أي: يبعثك الله(3) مبعثًا محمودًا، فهو مصدر من غير لفظ الفعل، وقيل: يبعثك في(4) مقام، وهو نصب على الظَّرف، وهو مقام الشَّفاعة.


[1] في (غ) و(ف): (التجهد).
[2] في (ف): (فتهجدا).
[3] زيد في (ف): (به).
[4] في (ف): (من).