مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء}

          ░29▒ (بَاب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا(1) لِشَيْءٍ} [النحل:40])
          الذي في القرآن هو {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [النحل:40] وأمَّا (إنَّما أمرنا لشيءٍ) فما وجدته فيه(2)، ولعلَّ البخاريَّ أراد بهذا معناه، لا أنَّ(3) هذا اللَّفظ قرآنٌ بعينه، أو أراد غير القرآن مِنَ الكلمات القدسيَّة، كما ورد: عطائي كلام وعذابي(4) كلام، إنَّما أمري لشيء أن(5) أقول له: كن فيكون، والمعنى: ليس قولنا لشيءٍ إذا أردنا خلقه وإيجاده إلَّا أن نقول له: كن، فيكون في الوقت مِن غير لبثٍ؛ أي: لا تعَبَ علينا في تكوينه ولا مكث يكون فيه، وهذه الآية(6) عند أكثر علمائنا دليلٌ على أنَّ القرآن غير مخلوق؛ لأنَّه لو كان مخلوقًا لاحتاج إلى ثانٍ، وهو إلى ثالث، فيؤدِّي إلى ما لا نهاية له، فصحَّ بذلك أنَّ كلام الله غير مخلوقٍ، و(الشَّيْء) عبارة عن الموجود أو ما تعذَّر وجوده، وهو ههنا ممَّا(7) تعذَّر وجوده.
          وفي الباب حديث المغيرة، ومضى بيانه في بابه مِن (كتاب الاعتصام).


[1] في (أ) و(غ): (أمرنا).
[2] (فيه): ليس في (غ).
[3] في (غ): (لأن).
[4] في (غ): (وغداني).
[5] زيد في (أ): (أن)، وهو تكرار.
[6] في (غ): (وفي هذه الرواية).
[7] في (غ): (ما).