مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

باب في المشيئة والإرادة

          ░31▒ (بَاب فِي الْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ)
          قوله تعالى: ({تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء} [آل عمران:26])؛ أي: تعطيه مَن تشاء أن تعطيه.
          قوله تعالى: ({وَمَا تَشَاؤُونَ} [الإنسان:30])؛ أي: ما تشاؤون شيئًا إلَّا بمشيئة الله تعالى، فإنَّ مشيئتكم موقوفةٌ على مشيئته بقوله(1) تعالى: ({وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ(2) } [الكهف:23])؛ أي: ولا تقولنَّ لشيءٍ تفعله غدًا إلَّا أن تقول: إنِّي فاعلٌ ذلك غدًا بمشيئة الله.
          قوله تعالى: ({إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص:56]) سبق تفسيره مع بيان حديث وفاة أبي طالب في بابه مِن (سورة القصص) مِن (كتاب التفسير).
          قوله تعالى: ({يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} [البقرة:185])، قيل: اليسر السهولة، وهو(3) في الآية رخصة الإفطار في السفر، و(الْعُسْرَ) المشقَّة، وهو إلزام الصوم في السفر، وقيل: اليسر الخير والصلاح، والعسر: الشدَّة والشرُّ، فإنَّه(4) سبحانه مريدٌ على الإطلاق، ولا إرادة(5) لأحدٍ مِنَ الخلق مِنَ الجنِّ والإنس والملائكة والشياطين إلَّا وهو منشئها ومريد مرادها، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، لا يجري في ملكه من كفرٍ وإيمانٍ(6)، وطاعةٍ وعصيانٍ، / وعطاءٍ وحرمانٍ، وعمدٍ وخطأٍ ونسيانٍ إلَّا بمشيئته، وهو عدل في جميع أقضيته ومراداته(7)، غير موصوف بالظلم في ترتيبه(8) ومصنوعاته، لا رادَّ لأمره، ولا مانع لقضائه.
          وفي الباب حديث أنسٍ، ومضى بيانه في بابه في(9) (كتاب الدعوات).
          وفي الباب حديث عليٍّ، وسبق بيانه في (باب: تحريض النبيِّ صلعم على صلاة الليل) مِن (أبواب النوافل).
          وفي الباب حديث أبي هريرة، ومضى بيانه في (باب: ما جاء في كفَّارة المرض(10)) مِن (كتاب الطبِّ).


[1] في (غ): (قوله).
[2] {إِنِّي فَاعِلٌ}: ليس في (غ).
[3] (هو): ليس في (غ).
[4] في (غ): (فالله).
[5] في (غ): (والإرادة).
[6] في (أ): (كفره إيمان).
[7] في (غ): (ومرادته).
[8] في (غ): (ترتبه).
[9] في (غ): (من).
[10] في (غ): (المريض).