مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

كتاب القدر

           (♫)
          ░░82▒▒ (كِتَابُ الْقَدَرِ)
          قال الإمام البغويُّ: الإيمان بالقَدَر فرضٌ لازمٌ، وهو أن يعتقد أنَّ الله تعالى خالق أعمال العباد خيرها وشرِّها، كتبها عليهم في اللَّوح المحفوظ(1) قبل أن يخلقهم(2)، قال الله تعالى: {وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96] فالإيمان والكفر والطَّاعة والمعصية(3) كلُّها بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته، غير أنَّه يرضى الإيمان والطَّاعة، ووعد عليها الثَّواب، ولا يرضى الكفر والمعصية، وأوعد عليها العقاب، قال تعالى: {وَيُضِلُّ(4) اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} [إبراهيم:27].
          قال: والقَدَر سرٌّ من أسرار الله تعالى لم يُطلِع عليه مَلَكًا مقرَّبًا ولا نبيًّا / مرسلًا، لا يجوز الخوض فيه والبحث عنه بطريق العقل، بل يعتقد أنَّ الله تعالى خلق الخلق فجعلهم فريقين؛ أهل يمينٍ خلقهم للنَّعيم فضْلًا، وأهل شمالٍ خلقهم للجحيم عَدْلًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ(5) كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ} [الأعراف:179].


[1] (كتبها عليهم في اللَّوح المحفوظ): ليس في (غ).
[2] في (غ): (خلقهم).
[3] في (غ): (والمعصية والطاعة).
[4] في (غ): (وفضل).
[5] {لِجَهَنَّمَ}: ليس في (غ).