مقاصد التنقيح إلى شرح الصحيح

كتاب الصلح

           (♫)
          ░░53▒▒ (كِتَابُ الصُّلْحِ)
          قال في «المغرب»: الصلاح خلاف الفساد، و(الصُّلح) اسمٌ بمعنى المصالحة والتصالح، خلاف المخاصمة والتخاصم.
          ░1▒ (بَابُ مَا جَاءَ فِي الإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا)
          قوله تعالى: ({لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ} [النساء:114]) (النجوى) يقع على الواحد والجماعة؛ أي: لا خير في كثيرٍ مِن سرِّهم، والضمير راجعٌ إلى اليهود، ({إِلاَّ مَنْ أَمَرَ} [النساء:114])؛ أي: إلَّا نجوى مَن أمر بصدقةٍ أو معروفٍ؛ أي: بصلة رحمٍ أو إصلاحٍ بين الناس؛ أي: إيقاع صلحٍ بينهم إذا تفاسدوا / وتقرِّب بينهم إذا تباعدوا، وتمامه: ({وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ} [النساء:114])؛ أي: ما تقدَّم؛ طلبًا لرضا الله، ({فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:114])؛ أي: ثوابًا متجاوز المقدار، وقِيل: هو الخلود في الجنَّة.
          وفي الباب: حديث سهلِ بن سعدٍ، ومضى معناه في (باب: مَن دخل لِيَؤُمَّ الناس فجاء الإمام الأوَّل) مِن (كتاب الصلاة)، وفيه: فضل الإصلاح بين الناس ومشي الإمام وغيره في ذلك، وأنَّ التابع إذا أمره المتبوع بشيءٍ وفهم منه إكرامه بذلك لا يتحتم فعله(1) فله أن يتركه ولا يكون هذا مخالفةَ الأمر، بل يكون أدبًا وتواضعًا، وفيه: ملازمة الأدب معَ الكبار، وفيه: غير ذلك ممَّا يتعلَّق بالصلاة.


[1] في (ف): (وفعله).