التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها

          4240- 4241- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بضمِّ الموحَّدة، وفتح الكاف، وأنَّه يحيى بن عبد الله بن بُكير، وتَقَدَّم أنَّ (اللَّيْثَ) هو ابن سعد، أحد الأعلام والأجواد، وتَقَدَّم أنَّ (عُقَيْلًا) هذا بضمِّ العين، وفتح القاف، وأنَّه ابن خالد، وتَقَدَّم (ابْنُ شِهَابٍ): أنَّه محمَّد بن مسلم الزُّهريُّ.
          قوله: (مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ): هو مرفوع منوَّن، وقد تَقَدَّم الكلام عليه، وما قالته الإماميَّة [خ¦3093].
          قوله: (فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ): قال الشيخ محيي الدين النوويُّ: (معناه: فلم تكلِّمه في هذا الأمر، وأمَّا قوله: «فهجرته»؛ معناه: انقبضت عن لقائه، وليس هذا من الهجران المحرَّم؛ الذي هو ترك السلام، والإعراضُ عند اللقاء)، انتهى، وقد تَقَدَّم [خ¦3093].
          قوله: (وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ(1) صلعم سِتَّةَ أَشْهُرٍ): هذا هو الصحيح في بقائها بعده ◙، وكذا هو في «مسلم»، وقيل: عاشت بعده ثمانية أشهر، وقيل: ثلاثة أشهر، وقيل: شهرين، وقيل: سبعين يومًا، فعلى الصحيح قالوا: تُوُفِّيَت لثلاث مضين من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، عن خمس وعشرين سَنةً، وقد اختُلف في مولدها، فقال المدائنيُّ: (قبل النبوَّة بخمس سنين)، وقال ابن السراج: (سمعت عبيد الله بن محمَّد بن سليمان الهاشميَّ يقول: ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد رسول الله صلعم)، وقال ابن عبد البرِّ: (ذكر الزُّبَير أنَّ عبد الله بن حسن بن حسن دخل على هشام بن عبد الملك، وعنده الكلبيُّ، فقال هشامٌ لعبد الله بن حسن: يا أبا محمَّد؛ كم بلغت فاطمة من السنِّ؟ فقال: ثلاثين سَنةً، فقال هشام للكلبيِّ: كم بلغت؟ قال: خمسًا وثلاثين سَنةً، فقال هشام لعبد الله بن حسن: اسمع الكلبيَّ، يقول ما تسمع، وقد عُني بهذا الشأن، فقال عبدُ الله بن حسن: يا أمير المؤمنين؛ سلني عن أمِّي، وسل الكلبيَّ عن أمِّه).
          قوله: (وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ): (يُؤذِن): يُعلِم.
          قوله: (وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ): قال ابن عبد البرِّ في ترجمة أبي بكر: (وتخلَّف عن بيعته سعد بن عبادة، وطائفة من الخزرج، وفرقة من قريش، ثُمَّ بايعوه بعد غير سعد، وقيل: إنَّه لم يتخلَّف عن بيعته يومئذٍ أحد من قريش، وقيل: إنَّه تخلف عنه من قريش عليٌّ، والزُّبَير، وطلحة، وخالد بن سعيد / بن العاصي، ثُمَّ بايعوه بعدُ، وقد قيل: إنَّ عليًّا لم يبايعه إلَّا بعد موت فاطمة، ثُمَّ لم يزل سامعًا مطيعًا له، يثني عليه ويفضِّلُه).
          قوله: (لَا تَدْخُلْ عَلَيْهِمْ): هو مجزوم بالنهي، كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخة طارئة عليه (تدخلُ): مرفوعٌ نفيٌ.
          قوله: (وَلَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ): هو بنونين الثانية ساكنة، ثُمَّ فاء مفتوحة، ثُمَّ سين مهملة؛ أي: لم نحسدك، [من نَفِسنا عليك في الشيء؛ إذا حسدناك عليه] ولم نرَك أهلًا له، قال أبو عبيد: (نَفِستُ عليه بالشيء نفاسة؛ إذا لم تره أهلًا له، والتنافسُ أيضًا: التباغض والتحاسد).
          قوله: (اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالأَمْرِ)؛ أي: انفردت بالأمر دوننا واختصصت به.
          قوله: (وَكُنَّا نَرَى): هو بفتح النون، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ): (شَجَرَ): بالشين المعجمة المفتوحة، والجيم، والراء؛ أي: ما وقع بيني وبينكم من الاختلاف، يقال: شَجَر الأمر يَشْجرُ شُجورًا؛ إذا اختلط، واشْتَجر القوم وتشاجروا؛ إذا تنازَعُوا واختلفوا.
          قوله: (فَلَمْ آلُ): هو بمدِّ الهمزة، وضمِّ اللام المخفَّفة؛ أي: أُقصِّر.
          قوله: (مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَُ لِلْبَيْعَةِ): (العشيَّة): تَقَدَّم الكلام عليها فيما مضى [خ¦40]، ويجوز فيها هنا الرفع ونصبها، قال الجوهريُّ: (العشيُّ والعشيَّة: من صلاة المغرب إلى العَتَمَة، والعِشاء؛ بالكسر والمدِّ: مثل العشيِّ، وزعم قوم أنَّ العشاء من زوال الشمس إلى طلوع الفجر، وأنشدوا...؛ فذكر بيتًا)، والله أعلم.
          قوله: (رَقَى الْمِنْبَرَ): كذا في أصلنا، وفي الهامش: (رَقِيَ)، وعليها (صح)، وهذه اللغة الفصحى، وما في الأصل لغةٌ، ويجوز (رقأَ)؛ بالهمز، وقد تَقَدَّم [خ¦136].
          قوله: (وَعُذْرَهُ): هو بضمِّ العين، وإسكان الذال المعجمة، وعن أبي ذرٍّ فعلٌ ماضٍ، و(العذر) المشار إليه هو ما ذكره عبد الرزَّاق، عن مَعْمَر، عن أيوب، عن عكرمة قال: (لمَّا بُويعَ لأبي بكر؛ تخلَّف عليٌّ عن بيعته، وجلس في بيته، فلقيه عمر، فقال: تخلَّفتَ عن بيعة أبي بكر، فقال: إنِّي آليتُ بيمينٍ حين قُبِضَ رسول الله صلعم ألَّا أرتدي بردائي إلَّا إلى الصلاة المكتوبة حتَّى أَجمعَ القرآن، فإنِّي خشيت أن يتفلَّت، ثُمَّ خرج، فبايعه)، والظاهر من القصَّة أنَّ عذره هو الذي ذكره هنا في الحديث، والله أعلم، وذاك أيضًا عذر.
          قوله: (نَفَاسَةً): هو منصوب منوَّن في أصلنا، وكأنَّه على التمييز، وتقديره: ولم يحمله صنعُه نفاسةً، ويجوز أن يكون مفعولًا من أجله، وهذا أحسنُ، ورفعه مع التنوين فاعلٌ أظهر، ورأيتُه في نسخة كذلك، ولكن لم يُصرَّح بأنَّه نسخة، والضمير في (يَحْملْهُ): مفعول، والله أعلم، وكذا قوله: (وَلَا إِنْكَارًا): هو منصوب منوَّن، والعمل فيه أنَّه تمييز، أو مفعول من أجله، وكذا رأيته منصوبًا في طرَّة نسخة، ولم يُصرَّح بأنَّه نسخة، والله أعلم.
          قوله: (كُنَّا نَرَى): هو بفتح النُّون، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (فَاسْتُبِدَّ عَلَيْنَا): (استُبِد): بضمِّ التاء، وكسر الموحَّدة، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، وقد تَقَدَّم معنى (الاستبداد) أعلاه.
          قوله: (فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا): (وجدنا): غضبنا.
          قوله: (فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ): (سُرَّ): مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(المسلمون): نائبٌ مَنَابَ الفاعل.


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (النَّبيِّ).