التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب السرية التي قبل نجد

          (بابُ السَّرِيَّةِ الَّتِي قِبَلَ نَجْدٍ)... إلى (حَجُّ أَبِي بَكْرٍ بِالنَّاسِ سَنَةَ تِسْعٍ)
          تنبيهٌ: ذكرت سؤالًا وجوابه في أوَّل (المغازي) في ذكر البُخاريِّ الغزوات دون العدد المذكور فيها بكثير، وكذا السرايا؛ فانظره من هناك [خ¦64/1-5872].
          تنبيهٌ آخر: كان ينبغي للإمام البُخاريِّ رحمة الله عليه أن يرتِّب / السَّرايا والبُعوث التي وقعت له؛ كما رتَّب المغازي غير تبوك، فإنَّه ذكرها بعد حجَّة الوداع، ولا خلاف أنَّها في التاسعة، وأنَّ الحجَّة في العاشرة، وسأذكر لِمَ فعل ذلك [خ¦64/77-6335]، فيقدِّم غزوةَ ذات السلاسل؛ لأنَّها في جمادى سنة ثمان، ثُمَّ غزوةَ سِيف البحر؛ لأنَّها في رجب سنة ثمانٍ، ثُمَّ سريَّةَ أبي قتادة؛ لأنَّها في شعبان سنة ثمانٍ، ثُمَّ سريَّةَ خالد إلى بني جَذِيمة؛ لأنَّها في شوَّالٍ سنة ثمانٍ، ثُمَّ بعْثَ أبي موسى؛ لأنَّ أبا عمر بن عبد البرِّ ذكر في ترجمته أنَّه في سنة ثمانٍ، وقد قدَّمتُ في أوَّل (الزكاة) الخلاف في بعثه وبعثِ معاذ متى هو [خ¦1395]، ثُمَّ سريَّة علقمة؛ لأنَّها في ربيع الآخر سنة تسع، ثُمَّ بعثَ عليٍّ ☺؛ لأنَّه كان مرَّتين؛ إحداهما: في رمضان سنة عشر، وقدم مَكَّة في سنة عشر، والأخرى: الإرسال في رمضان سنة عشر؛ فانظر كلام أبي الفتح ابن سيِّد الناس في «سيرته»؛ تعرف ما هنا، وبعثَ خالد في ربيع الآخر وجمادى الأولى سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنَجْران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام، وقصَّته معروفة، ثُمَّ ذي الخَلَصَة؛ لأنَّ السهيليَّ قال: (إنَّها قبل الوفاة بشهرين)، ثُمَّ إرسال جَرِير إلى اليمن؛ لأنَّه سنة إحدى عشرة، وقدم بعد الوفاة، والله أعلم.
          قوله: (بابُ السَّرِيَّةِ الَّتِي قِبَلَ نَجْدٍ): قال الدِّمْياطيُّ: (بعث النَّبيُّ صلعم أبا قتادة ومعه خمسة عشر رجلًا إلى غطفان؛ وهي أرض محارب بنجد في شعبان سنة ثمانٍ، فقتلوا مَن أَشرف لهم، واستاقوا النَّعَم، فكانت الإبل مئتي بعير، والغنم ألفي شاة، وسبَوا سبيًا كثيرًا، وجمعوا الغنائم، فأخرجوا الخمس وعزلوه، وقسموا ما بقي على أهل السريَّة، فأصاب كلَّ واحد اثنا عشر بعيرًا، وعدل البعير بعشر من الغنم)، انتهى.