التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة

          (بابُ غَزْوَةِ الرَّجِيعِ)... إلى (بابُ غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ)
          قوله: (بابُ غَزْوَةِ الرَّجِيعِ، وَرِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبِئْرِ مَعُونَةَ، وَحَدِيثِ عَضَلٍ وَالْقَارَةِ وَعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَخُبَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ): قال الإمام الحافظ شيخ شيوخنا أبو محمَّد عبد المؤمن بن خلف التونيُّ ثُمَّ الدِّمياطيُّ: (الوجْهُ: تقديم «عَضَل» وما بعده مع «الرَّجيع»، وتأخيرُ «رِعْل وذكوان» مع «بئر معونة»، «الرَّجيع»: ماء لهذيل، و«بئر معونة»: ماء لبني سُلَيم، وكانتا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة)، انتهى، وهو كما قال، وقد قدَّمتُ عن شيخنا أنَّه نقل: (عن ابن إسحاق: «أنَّها في صفر سنة أربع»)، انتهى [خ¦3045]، وقد قدَّمتُه أيضًا في كلامي، وذكرتُ أصحاب الرجيع أنَّهم عشرة كما في «الصحيح» [خ¦3989]، ولم أقع على أسمائهم كلِّهم، وإنَّما وقعتُ على سبعةٍ منهم؛ منهم: ستةٌ في بيتَي حسان بن ثابت، وقد ذكرتهما، والسابع في كلام ابن سعد أنَّه مُـَعَـْتِّـَب(1) بن عُبيد، وقد روى ابن إسحاق بسنده: (أنَّه ◙ قدم عليه بعد أُحُد رهطٌ من عَضَل والقارَة، فقالوا: يا رسول الله؛ إنَّ فينا إسلامًا، فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفقِّهوننا في الدين، ويُقرِئوننا القرآن، ويعلِّموننا شرائع الإسلام، فبعث معهم نفرًا ستةً من أصحابه)، وقد ذكرتهم في بيتَي حسان بن ثابت: [من الطويل]
أَلَا لَيْتَنِيْ فِيهَا شَهِدتُ ابنَ طَارِقٍ                     وَزَيْدًا وَمَا تُغْنِي الأَمَاِني وَمَرْثَدَا
وَدَافَعْتُ عَنْ حِبَّيْ خُبَيْبٍ وَعَاصِمٍ                     وَكَانَ شِفَاءً لَو تَدَارَكتُ خَالِدَا(2)
          وقد بسطت ذلك فيما تَقَدَّم [خ¦3045]، فبقي في المسألة قولان: هل هم ستة كما قاله ابن إسحاق، أو عشرة كما في «الصحيح» وكما قاله ابن سعد؟ وقد ذكر السُّهيليُّ ما قاله ابن إسحاق وروايةَ البُخاريِّ، ثُمَّ قال: (وهو أصحُّ)؛ أي: رواية البُخاريِّ، وكذا قال غيرُه؛ كابن القَيِّم.
          وفي كلام ابن إسحاق: الأمير مرثد بن أبي مرثد الغنويُّ، وفي «الصحيح»: (وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت) [خ¦3989]، وما في «الصحيح» الصحيحُ؛ وذلك لأنَّ ابن إسحاق قال: (وحدَّثني عاصم ابن عُمر بن قتادة قال: وقدم على رسول الله صلعم...)؛ فذكره موقوفًا عليه؛ لأنَّ عاصمًا تابعيٌّ، وهو ثقة علَّامة في «المغازي»، بل لو كان مسندًا؛ قُدِّم ما في «الصحيح»، ويجوز أن يُجمع بينهما بأن يقال: أمَّرهما، والله أعلم ما كان، و(الرَّجِيعُ): بفتح الراء، وكسر الجيم، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ عين مهملة، و(عَضَل): بفتح العين المهملة والضاد المعجمة، وباللام، و(القارَة): بتخفيف الراء، وبالقاف في أوَّله، و(الدَّيْش): بفتح الدال المهملة، وإسكان المثنَّاة تحت، ثُمَّ شين معجمة؛ وهو أحد القارَة، والآخر عَضَل، يقال لهما جميعًا: القارَة، والدَّيْش وعَضَل ابنا الهون بن خزيمة، سُمُّوا قارَة؛ لاجتماعهم والتفافهم.


[1] في (أ): (مُعَتِّب)، وفوقها: (مَعْتَب معًا).
[2] في (أ): (خالد).