التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب مقام النبي بمكة زمن الفتح

          قوله: (بابُ مُـَقَامُِ النَّبِيِّ صلعم): هو بفتح الميم وضمِّها، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (مُـَقَامُِ النَّبِيِّ صلعم [بِمَكَّةَ] زَمَنَ الْفَتْحِ): وأخرجَ حديث أنس: (أقمنا عشْرًا نقصُرُ الصَّلاة) [خ¦4297]، يعكِّر على هذا ما ذكرناه في تاريخ فتحها، وقد قالوا: إنَّه خرج ◙ لستِّ ليالٍ خَلونَ من شوَّال _ويُقَالُ: للَيلتين بقيتا مِن رمضان_ إلى حُنين، وقد قدَّمتُ ذلك [خ¦4277]، ولكن إذا قلنا: إنَّ الفتح تاسع عشر رمضان، وخَرجوا للَيلتين بقيتا منه؛ فإقامته بها عشر، وهذا قُوَيل، والله أعلم.
          واعلم أنَّه اختُلف في إقامته ◙ بمَكَّة زمن الفتح؛ فهنا عشر، وتسع عشرة، وقال مغلطاي: (قال البُخاريُّ: «وأقام بها خمس عشرة ليلة»، وفي رواية: «تسع عشرة» [خ¦4298]، وفي رواية أبي داود: «سبع عشرة»، وفي «التِّرْمِذيِّ»: «ثماني عشرة»، وفي «الإكليل»: أصحُّهما(1): «بضع عشرة» يصلِّي ركعتين)، انتهى، وكذا قاله بعض الحفَّاظ كما في حفظي، ولكن هنا قد بوَّب عليه بـ(زمن الفتح)، فلم يرد ذاك.


[1] كذا في (أ)، وفوقها: (كذا)، وفي المطبوع من «سيرة مغلطاي»: (أصحها).