التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: قدمنا على النبي بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا

          4233- قوله: (سَمِعَ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ): تَقَدَّم أنَّه بكسر الغين المعجمة، ثُمَّ مثنَّاة تحت مخفَّفة، وفي آخره ثاء مثلَّثة، وهذا معروف عند أهله.
          قوله: (حَدَّثَنَا بُرَيْدُ): تَقَدَّم قريبًا وبعيدًا أنَّه بضمِّ الموحَّدة، وفتح الراء، وأنَّه ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريِّ، وتَقَدَّم قريبًا وبعيدًا أنَّ (أَبَا بُرْدَةَ) اسمه الحارث، ويقال: عامر، القاضي.
          قوله: (فَقَسَمَ لَنَا، وَلَمْ يَقْسِمْ لِأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الْفَتْحَ غَيْرَِنَا): اعلم أنَّ هذا القسم، وكذا قوله في بعض طرقه: (فَأَسْهَمَ لَنَا، أَوْ قَالَ: أَعْطَانَا) [خ¦3136]، محمول على أنَّه برضى الغانمين، وفي هذا «الصحيح» ما يؤيِّده، وفي رواية للبَيهَقيِّ التصريحُ بأنَّ النَّبيَّ صلعم كلَّم المسلمين، فأَشرَكوهم في سهامهم، قاله الشيخ محيي الدين النوويُّ في (مناقب جعفر بن أبي طالب) في «شرح مسلم»، وقد تَقَدَّم ذلك [خ¦57/15-4888].
          ثُمَّ اعلم أنَّ جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام لم يشهد فتح خيبر، ولكن شهد الحُدَيْبيَة، وجميعُ من شهد الحُدَيْبيَة شهد خيبر معه ◙ إلَّا جابرًا، فقسم له رسولُ الله صلعم كَسَهْمِ مَن حضرها، وذلك أنَّها طُعمة من الله لأهل الحُدَيْبيَة، مَن شهد منهم ومَن غاب عنها، وقد قدَّمتُ ذلك [خ¦3131]، وكذا رجل من الأنصار آخر، تُوُفِّيَ قبل خيبر، فأعطى النَّبيُّ صلعم لزوجته، وهذا في «سنن أبي داود»، ولا أعرف اسمه، وهو من أهل الحُدَيْبيَة، والله أعلم.
          ثُمَّ اعلم أنَّهم كانوا _كما تَقَدَّم على أكثر الروايات_ ألفًا وأربع مئة، والخيل كانت مئتي فرس، فقسمها ◙ على ألف وثمان مئة، للراجل سهم، وللفرس سهمان، وقد ذكر ابن سيِّد الناس في «سيرته» قسمة خيبر مطوَّلًا بما فيه من الاختلاف، فإن أردته؛ فانظره، والله أعلم.
          قوله: (لَمْ يَشْهَدِ الْفَتْحَ غَيْرَِنَا): يجوز في (غير) النصب والجرُّ، وهما ظاهران.