التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قتل كعب بن الأشرف

          قوله: (بابُ قَتْلُِ كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ): قُتِلَ كعب بن الأشرف في ربيع الأوَّل بعد بدر بستَّة أشهر، وقال ابن سعد: (إنَّ سريَّة كعب بن الأشرف كانت لأربع عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوَّل، على رأس خمسة وعشرين شهرًا من مهاجر رسول الله صلعم)، انتهى، و(الأَشْرَف): بفتح الهمزة، ثُمَّ شين معجمة ساكنة، ثُمَّ راء مفتوحة، ثُمَّ فاء، و(كعب): تَقَدَّم أنَّه من طيِّئ، ثُمَّ أحد بني نبهان، وأمُّه من بني النضير [خ¦3031]، وكان من حديثه: أنَّه لمَّا أُصيب أصحاب القليب، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة وعبد الله بن رواحة إلى أهل العالية بَشيرين بالفتح؛ قال كعب: (أحقٌّ هذا؟ أَترَون أنَّ محمَّدًا قتل هؤلاء الذين سمَّى هذان الرجلان؟ فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس، والله إن كان محمَّد أصاب هؤلاء القومَ؛ لَبطن الأرض خير من ظهرها)، فلمَّا أيقن عدوُّ الله الخبرَ؛ خرج حتَّى قدم مكَّة، فنزل على المُطَّلب بن أبي وداعة السهميِّ _ثُمَّ أسلم بعد ذلك المُطَّلب وأبوه أبو وداعة في الفتح_ وجعل كعب يحرِّض على رسول الله صلعم، وينشد الأشعار، ويبكي على أصحاب القليب، ثُمَّ رجع إلى المدينة، فشبَّب بنساء المسلمين حتَّى آذاهم، فقال ◙: «من لكعب ابن الأشرف...»؛ الحديث [خ¦3031].
          تنبيهٌ: قوله: (شبَّب بنساء المسلمين)؛ أي: تغزَّل فيهنَّ، ذكرهنَّ في شِعره، قال الإمام السهيليُّ: (وكان قد شبَّب بأمِّ الفضل زوج العبَّاس بن عبد المُطَّلب، فقال: [من البسيط]
أَرَاحِلٌ أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بمَنْقَبَةٍ(1)                      وتَارِكٌ أَنْتَ أُمَّ الفَضْلِ بِالْحَرَمِ؟
          في أبيات رواها يونس عن ابن إسحاق)، انتهى.


[1] في (أ): (بِمَنْعَبَةٍ)، وفي «الروض الأُنُف» ░5/413▒ طبعة دار إحياء التراث العربي: (لمنعبته)، وفي طبعة دار الفكر: (لِمَنْقَبَته)، وفي «تاريخ الطبريِّ» ░2/488▒ و«دلائل النبوَّة» للبيهقيِّ ░3/190▒ و«السيرة النبوية» للذهبي ░1/385▒: (لم تحلل بمنقبة)، وفي «التوضيح» ░21/130▒: (لم تظفر بمنقبة)، ولعلَّ المثبت هو الصواب.