التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب غزوة ذي الخلصة

          قوله: (غَزْوَةُ ذِي الْخَلَصَةِ): قال السُّهيليُّ: (وذلك قبل وفاة النَّبيِّ صلعم بشهرين أو نحوهما)، وقد تَقَدَّم ذلك في أوَّل السَّرايا أنَّ البُخاريَّ ما رتَّبها كما رتَّب الغزوات إلَّا في تبوك [خ¦64/57-6264]، والله أعلم، و(ذو الخَلَصة): تَقَدَّم أنَّها بفتح الخاء المعجمة واللَّام، قال ابن قُرقُول: (ويقال: بضمِّهما، وكذا ضبطناه عن ابن سراج، وبالفتح قيَّدناه عن أبي بَحْر، لكن بسكون اللَّام، وكذا قال ابن دريد، وهو بيت صنم ببلاد دَوس، وهو اسم صنم، لا اسم بيته، وكذا جاء تفسيره في الحديث، انتهى.
          وقال السُّهيليُّ: («ذو الخُلُصة»: بضمِّ الخاء واللَّام في قول ابن إسحاق، وبفتحهما في قول ابن هشام)، وقال القُرْطبيُّ في «تذكرته» بعد أن ذكر اللغتين اللَّتَين ذكرتهما من كلام ابن دحية الحافظ أبي الحسن: (وقيَّده الإمام أبو الوليد الكنانيُّ الوقشيُّ بفتح الخاء، وسكون اللام، وكذا قال ابن دريد، انتهى.
          قال في «النِّهاية» في (ذي الخلصة): (هو بيت كان فيه صنم لدَوس، وخَثْعم، وبَجيلة، وغيرهم، وقيل: ذو الخلصة: الكعبة اليمانية التي كانت باليمن، فأنفذ إليها رسول الله صلعم جَرِير بن عبد الله، فخربها، وقيل: ذو الخلصة: اسم الصنم نفسه، وفيه نظر؛ لأنَّ «ذو» لا تضاف إلَّا إلى أسماء الأجناس)، انتهى.