التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب غزوة الحديبية

          (بابُ: غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ)... إلى (غَزْوَةُِ خَيْبَرَ)
          تنبيه: ذكر البُخاريُّ هذه العُمرة في الغزوات، وليست منها إلَّا أنَّها تضمَّنت ذكر المصالحة مع المشركين بالحديبية، وانضمَّ أيضًا أنَّهم بايعوه ◙ على الموت، أو على ألَّا يفرُّوا، وتسلَّحوا، وعزموا على القتال، والعزمُ والتصميمُ فعلٌ؛ فلهذا عدَّها في غزواته، والله أعلم.
          ثُمَّ اعلم أنَّ ابن إسحاق قال: (ثُمَّ أقام رسولُ الله صلعم بالمدينة بعد غزوة بني المُصْطَلِق رمضان وشوَّالًا، وخرج في ذي القعدة)، وعند ابن سعد: (يوم الاثنين لهلال ذي القعدة) انتهى، وقال ابن إمام الجوزيَّة بعد أن ذكر أنَّها كانت سنة ستٍّ قال: (وقال هشام بن عروة، عن أبيه: «خرج رسولُ الله صلعم إلى الحديبية في رمضان، وكانت العمرة في شوَّال»، وهذا وهم، وإنَّما كانت غزوة الفتح في رمضان، قال: وقال أبو الأسود، عن عروة: «إنَّها كانت في ذي القعدة») انتهى، وقال شيخنا: (واختُلِف فيه على عروة، فقيل: مثل الجماعة)؛ يعني: أنَّها في ذي القعدة، قال: (وقيل: هي في رمضان، فرُوِي عنه: «خرج رسولُ الله صلعم في رمضان، وكانت العمرة في شوَّال») انتهى، وهذا غلط، لم يعتمر ◙ في شوَّال قطُّ، وقد تَقَدَّم ذلك [خ¦26/3-2781]، وسيأتي [خ¦4148]، وقد غلط ابن عمر: (أنَّه اعتمر في رجب) [خ¦1775]، وغيره: (أنَّه اعتمر في رمضان)، وغيرهما: (أنَّه اعتمر في شوَّال)، والله أعلم. /
          قوله: (بابُ: غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ): تَقَدَّم أنَّ (الحديبية) فيها لغتان غيرَ مرَّةٍ، وأين هي، وهي بئر سُمِّي بها المكان [خ¦4/70-407].
          قوله: ({تَحْتَ الشَّجَرَةِ}[الفتح:18]): هذه البيعة كانت بيعة الحديبية، ولهذا ذكر البُخاريُّ الآية هنا، وكانت الشجرة سَمُرة، قال ابن سعد: (حدَّثنا عبد الوهَّاب بن عطاء: أخبرنا عبد الله بن عَون، عن نافع قال: «كان النَّاس يأتون الشجرة التي يقال لها: شجرة الرُّضوان، فيصلُّون عندها، فبلغ ذلك عمر ☺، فأوعدهم فيها، وأمر بها، فقُطِعت»؛ ذكره ابن سيِّد الناس في «سيرته»).