التلقيح لفهم قارئ الصحيح

أبواب صلاة الخوف

          ░░12▒▒ (بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ)... إلى (بَابٌ فِي الْعِيدَيْنِ وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ)
          فائدةٌ: أوَّل ما صلَّى رسول الله صلعم الخوف في السنة الرابعة، قاله غير واحد من الحُفَّاظ، وفي «مُسنَد أَحمد» من حديث جابر: (أنَّ صلاة الخوف كانت في السَّنة السَّابعة) انتهى، ويمكن تأويلُه، ويجتمع مع ما قالوه، والله أَعلم.
          فائدةٌ ثانيةٌ: رُوِيت صلاة الخوف على وجوهٍ كثيرةٍ، قال التِّرمذيُّ: (قال الإمام أَحمد: قد رُوِي عن النَّبيِّ صلعم صلاة الخوف على أَوجه، وما أَعلم في هذا الباب إِلَّا حديثًا صحيحًا)، وعنه: (لا أَعلم أنَّه رُوِي عن رسول الله صلعم في صلاة الخوف إلَّا حديثٌ ثابتٌ، هي كلُّها صِحاحٌ ثابتةٌ)، وقيل: أيُّ(1) حديثٍ صلَّى منها صلاةَ الخوف، أَجزأه، وقال ابن العربيِّ: (رويت عن النَّبيِّ صلعم في صلاة الخوف روايات كثيرة، أَصحُّها: ستَّ عشرةَ روايةً مختلفةً)، وقال في «القبس»: (صلَّاها أَربعًا وعشرين مرَّةً)، وقال أبو عمر: (المرويُّ عن النَّبيِّ صلعم في ذلك ستَّةُ أَوجه)، وقال غيره: صحَّ منها سبعةٌ، وذكر ابن القصَّار: أنَّه صلَّاها في عشرةِ مواطنَ، وصحَّحها بعضهم في ثلاثٍ فقط، وقال ابن حزم: (هو مخيَّر بين أَربعةَ عشرَ وجهًا، كلُّها صحَّ عن رسول الله صلعم)، هذا مُلخَّصٌ من كلام شيخنا الشَّارح، وقال شيخنا المشار إِليه في «شرح المنهاج»: (وذكر ابن حِبَّان في «صحيحه» منها تسعةً) انتهى، ولغير شيخنا كلامٌ في صلاة الخوف، ولكن رأيتُ كلام شيخنا أَجمعَ؛ لأنَّه جمع بين أَقوالٍ.


[1] في (ج): (إن).