التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: آذن من حولك

          4211- قوله: (ح): تَقَدَّم الكلام على (ح) كتابة وتلفُّظًا في أوَّل هذا التعليق [خ¦6].
          قوله: (وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ): هذا أحمد بن عيسى، كذا في هامش أصلنا (ابن عيسى) تُجاهه، وليس عليه تصحيح، ولا علامة نسخة، وكأنَّه حاشية توضيح، ولم ينسبه المِزِّيُّ، ولا شيخُنا، وقد تَقَدَّم كلام الجيَّانيِّ على (أحمد عن ابن وَهْب) في (الصلاة) [خ¦471] و(الجنائز) وغيرهما، قال الجيَّانيُّ: (قال أبو نصر: روى عنه البُخاريُّ في «غزوة خيبر»، و«غزوة مؤتة»، وغير موضع، وقال الحاكم في «المدخل»: روى البُخاريُّ في «كتاب الصلاة» في ثلاثة مواضع عن أحمد، عن عبد الله بن وَهْب، فقيل: إنَّه أحمد بن صالح المصريُّ، يُكنَى أبا جعفر، ويعرف بالطبرانيِّ، قلت: وكان صديقًا لابن حنبل، وقيل: أحمد بن عيسى التُّسْتَريُّ، ولا يخلو أن يكون واحدًا منهما، فقد روى عنهما في «الجامع»، ونسبَهما في مواضع، وذكر الكلاباذيُّ: قال لي أبو أحمد الحافظ محمَّد بن محمَّد بن إسحاق النيسابوريُّ: «أحمد عن ابن وَهْب» في «البُخاريِّ» هو ابن أخي ابنِ وَهْب، قال أبو عبد الله الحاكم: مَن قال: إنَّه ابن أخي ابنٍ وَهْب؛ فقد وَهِمَ وغَلِطَ، والدليل على ذلك: أنَّ المشايخ الذين ترك البُخاريُّ الأخذ عنهم في «الصحيح» قد روى عنهم في سائر مصنفاته؛ كأبي صالح وغيره، وليس له عن ابن أخي ابنِ وَهْب روايةٌ في موضع، فهذا يدلُّك على أنَّه لم يكتب عنه، أو كتب عنه ثُمَّ ترك الرواية عنه أصلًا، والله أعلم، قال الكلاباذيُّ: قال لي أبو عبد الله بن منده: كلُّ ما قال البُخاريُّ في «الجامع»: «حدَّثنا أحمد، عن ابن وَهْب»؛ فهو ابن صالح المصريُّ، ولم يخرِّج البُخاريُّ عن أحمد بن عبد الرَّحمن ابن أخي ابن وَهْب في «الصحيح» شيئًا، وإذا حدَّث عن أحمد بن عيسى؛ نَسَبَه، انتهى ملخَّصًا، وقد قدَّمتُ ذلك أيضًا [خ¦471]، وقدَّمتُ أنَّ أحمد عن ابن وَهْب، وعنه البُخاريُّ في مواضع هو أحمد بن صالح، أو أحمد بن عيسى، وقال أبو أحمد الحاكم: هو أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمِّه، قال الذهبيُّ: (وليس بشيء)، انتهى [خ¦698].
          قوله: (عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ): قال الدِّمْياطيُّ: (هو عمرو بن أبي عمرو ميسرة، أبو عثمان، مولى المطَّلب بن عبد الله بن المطَّلب بن حَنْطب، [والمطَّلب بن حَنْطب](1) من أُسارى بدر، فمَنَّ عليه رسول الله صلعم بغير فداء؛ لفقره وعجزه عن فداء نفسه، وليس لأبيه حَنْطب صحبةٌ ولا رواية، وقد ذكره ابن عبد البرِّ في «الاستيعاب»، ووهم)، انتهى، وقد ذكره الذهبيُّ، فقال ما لفظه: (حَنْطب بن الحارث بن عبيد المخزوميُّ جدُّ المطَّلب بن عبد الله أسلم يوم الفتح، له حديث)، انتهى، وكذا ذكره فيهم ابن الجوزيِّ في «تلقيحه»، والله أعلم.
          تنبيهٌ: وقع في أصلنا الدِّمَشْقيِّ: (وحدَّثني أحمد بن عيسى، حدَّثنا ابن وَهْب، أخبرني يعقوب ابن عبد الرَّحمن، عن الزُّهريِّ، عن عمرو مولى المطَّلب، عن أنس...)؛ فذكر الحديث، فقوله فيه: (عن الزُّهريِّ) غلطٌ صريح، وانظر «أطراف المِزِّيِّ»؛ تعرف ذلك، والله أعلم، فالزُّهريُّ ليس له ذكر في هذا.
          قوله: (ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ): (ذُكِر): مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(جمالُ): مرفوع نائبٌ مَنَابَ الفاعل.
          قوله: (صَفِيَّةَ بِنْتِ حُـِيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ): تَقَدَّم أنَّها أمُّ المؤمنين، وأنَّ (حُـِييًّا) أباها يقال فيه بضمِّ الحاء وكسرها، وأنَّه قُتل على كُفره في بني قُريظة، وأنَّ (أَخْطَب) بفتح الهمزة، ثم خاء معجمة ساكنة، ثم طاء مهملة مفتوحة، ثم موحَّدة [خ¦328]، وتَقَدَّم بعض ترجمة (صفيَّة)، وهل كان هذا اسمَها قبل الاصطفاء أم لا؟ قولان، والصحيح أنَّه اسمُها، والله أعلم [خ¦371].
          قوله: (وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا): زوجها هو كنانة بن الرَّبيع بن أبي الحُقيق الشاعر النَضَريُّ، قُتِل لنقضه العهد، وقصَّته معروفة، والله أعلم، ذكر بعض الحفَّاظ المتأخرين اسم زوجها واسم أبيه كما ذكرت، ثم قال: (وكانت صفيَّة قد صارت في سهم دحية الكلبيِّ، فعوَّضهُ عنها أختَ كنانة بن الربيع زوجِها، ذكر ذلك الشافعيُّ في «الأمِّ»، وهو في «مغازي أبي الأسود» عن عروة، رواية ابن لهيعة، انتهى، وقد قدَّمتُ الكلام على المعوَّض بها(2) بزيادة فيما مضى [خ¦371].
          قوله: (سُـَدَّ الصَّهْبَاءِ): (سدَّ): بفتح السين وضمِّها، و(الصَّهباء): بفتح الصاد المهملة، ثم هاء ساكنة، ثم موحَّدة ممدود الآخر، وتَقَدَّم (سَدَّ الرَّوحَاءِ) في هذا الحديث في (البيوع) [خ¦2235]، وهو غلطٌ، و(الرَّوحاء): بين الحرمين، ليست بين خيبر والمدينة، وما هنا هو الصواب.
          قوله: (حَلَّتْ): أي: طهرت من حيضها، والله أعلم. /
          قوله: (فَبَنَى بِهَا): أي: دخل عليها، وقد قدَّمتُه مطوَّلًا [خ¦2235].
          قوله: (ثُمَّ صَنَعَ(3) حَيْسًا): تَقَدَّم ما هو (الحيس) ضبطًا ومعنًى [خ¦2235].
          قوله: (فِي نِطَعٍ): (النطع) معروف، وفيه أربع لغات مشهورة؛ كسر النون وفتحها، مع إسكان الطاء وفتحها، وأفصحها كسر النون وفتح الطاء، وجمعه: نطوع، وأنطاع.
          قوله: (آذِنْ): هو بمدِّ الهمزة، وكسر الذال المعجمة، أمر؛ أي: أعلِم.
          قوله: (وَكَانَتْ(4) تِلْكَ وَلِيمَتَهُ): (وليمتَه): منصوب خبر (كان)، والاسم (تلك)، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (يُحَوِّي لَهَا): (يحوِّي): بضمِّ المثناة تحت، وفتح الحاء المهملة، والواو مكسورة مشدَّدة، ثم ياء ساكنة، قال ابن قُرقُول: (كذا رويناه، وذكره ثابت والخطابيُّ: «يَحْوي»؛ يعني: بفتح أوَّله، وإسكان ثانيه، قال: ورويناه كذلك عن بعض رواة البُخاريِّ، وكلاهما صحيح، وهو أن يَجعل لها حَوِيَّة؛ وهو كِساء محشوٌّ بليف، يُدار حول سَنام الرَّاحلة، وهي مركب من مراكب النِّساء، وقد رواه ثابت: «فيُحَوِّل»؛ باللام، وفسَّره: يُصلِح لها عليه مَركبًا)، انتهى، وقد تَقَدَّم [خ¦2235]، والعَبَاءةُ والعباية: لغتان، ضَرْبٌ من الأكسية.


[1] ما بين معقوفين ليس في (أ)، وبه يصحُّ الكلام.
[2] في (أ): (عنها)، والكلام على صفيَّة تقدَّم أعلاه، والمراد المعوض بها، وكلاهما تقدَّما عند الحديث ░371▒.
[3] كذا في (أ) و«اليونينيَّة»، وفي (ق): (وضع).
[4] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (فكانت).