التلقيح لفهم قارئ الصحيح

كتاب الكسوف

          ░░16▒▒ (كِتَابُ الكُسوفِ)... إلى (بَاب مَا جَاءَ فِي سُجُودِ القُرْآنِ وَسُنَّتِهَا)
          فائدةٌ: كسفت الشَّمس في السَّنة السَّادسة، كذا ذكره النَّوويُّ في «روضته» و«تهذيبه»، [وكذا قال ابنُ سيِّدِ النَّاس فتحُ الدِّين، وقال: (في شهر رمضان)](1)، وكذا قال مغلطاي في «سيرته»، ذكره في (الحديبية)، وفيه نظرٌ؛ لما سيأتي قريبًا.
          واعلم أنَّه صلعم الذي صحَّ عنه في صلاة الكسوف أخرجه البخاريُّ، وهو ركوعان في كلِّ ركعة مقتصرًا عليه، وقد رُوِي عنه أنَّه صلَّاها على صفاتٍ أُخَرَ؛ منها: (في كلِّ رَكعة ثلاثُ ركوعات)، ومنها: (كلُّ ركعة أربعُ ركوعات)، وكلاهما في «مسلم»(2)؛ ومنها: (كأحدث صلاة صُلِّيت)؛ كلُّ ركعة بركوع واحد، أخرجه أبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه(3)، ولكنَّ كبار الأئمَّة لا يصحِّحون ذلك؛ كالإمام أحمدَ، والبخاريِّ، والشَّافعيِّ، ويرونه غلطًا، وقد رُوِي: (خمس ركوعات في ركعة)، أخرجه أبو داود، وصحَّحه ابن السكن، قال الحاكم: (رواته صادقون).
          وقد ذكر ابن قيِّم الجوزيَّة الكلام على ما عدا ما ذكره البخاريُّ، وتكلَّم فيه وعليه بكلامٍ حسنٍ، فإن أردته؛ فانظره من «الهدي» في (فصل في هديه صلعم في صلاة الكسوف)، والله أعلم... إلى أن قال ابن القيِّم: (وإنَّما صلَّى النَّبيُّ صلعم الكسوف مرَّةً واحدةً يوم مات إبراهيم)، انتهى، وإبراهيمُ تُوُفِّيَ سنة عشرٍ، [ثبت في «البخاريِّ»: (أنَّه تُوُفِّيَ وله سبعةَ عشرَ شهرًا، أو ثمانيةَ عشرَ شهرًا)، كذا بالشَّكِّ، وقيل: غير ذلك، قال الواقديُّ: (تُوُفِّيَ يوم الثُّلاثاء لعشرٍ خلون من ربيع الأوَّل سنة عشرٍ](4)، ودُفِنَ بالبقيع، وقبره مشهور هناك، وولدته أُمُّه ماريَة القبطيَّة _بتخفيف الياء_ في ذي الحَجَّة سنة ثمان من الهجرة)، وستأتي تتمَّة هذا إن شاء الله تعالى في (الجنائز).
          فائدةٌ: كسوف القمر، قال شيخنا العراقيُّ في «منظومته»: (إنَّه صلَّاها النَّبيُّ صلعم في السنة الخامسة)، وسأذكر ما في ذلك في هذا البابِ إن شاء الله تعالى [خ¦16/17-1685].
          فائدةٌ ثانيةٌ: روى الكسوفَ عنه صلعم نيِّفٌ وعشرون صحابيًّا عدَّ منهم التِّرمذيُّ سبعةَ عشرَ نفرًا، وسيأتي الكلام في الخسوف والكسوف؛ حيث عقده البخاريُّ قريبًا [خ¦16/5-1660].


[1] كذا قال، والذي في «عيون الأثر» ░2/373▒ ذكْرُ الاستسقاء في السنة السادسة في شهر رمضان، لا الكسوف؛ فليتنبَّه، وما بين معقوفين سقط من (ج).
[2] (وكلاهما في مسلم): سقط من (ج).
[3] كذا تبعًا لتطريف المزِّيِّ في «تحفة الأشراف» ░9/25▒ ░11631▒ لحديث النعمان بن بشير ☺، وابن ماجه أخرج الحديث في «سننه» ░1262▒، لكن ليس فيه: (كأحدث صلاة...)، وقوله: (أخرجه أبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه): سقط من (ج).
[4] ما بين معقوفين سقط من (ج)، في «العقد الغالي» (ق35▒ بعد أن ذكر تاريخ وفاة إبراهيم: (وعاش النَّبيُّ صلعم بعده سنة ويومين، على قول).