التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بلغنا مخرج النبي ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا

          4230- 4231- 4232- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه حمَّاد بن أسامة، و(بُرَيْدٌ) بعده: تَقَدَّم أنَّه بضمِّ الموحَّدة، وفتح الراء، وهو بُرَيد بن عبد الله بن أبي بردة، وتَقَدَّم أنَّ (أَبَا بُرْدَة) الحارث، أو عامر القاضي، وَلَدُ أبي موسى الأشعريِّ عبد الله بن قيس بن سُلَيم بن حَضَّار.
          قوله: (بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلعم): (بلغَنا): هو بفتح الغين، والضمير مفعول، و(مخرجُ): مرفوع فاعل، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمْ؛ أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ وَالآخَرُ أَبُو رُهْمٍ): تَقَدَّم الكلام عليهما، وعلى بقيَّة إخوة أبي موسى [خ¦3136].
          قوله: (إِمَّا قَالَ: بِضْعٌ، وَإِمَّا قَالَ...): (إمَّا)؛ بكسر الهمزة، وتشديد الميم في الموضعين، وأمَّا (بِضْع)؛ فقد تَقَدَّم أيضًا أنَّه بكسر الموحَّدة وتفتح، وكم هي من العدد، والانتقاد على الجوهريِّ، في (كتاب الإيمان) [خ¦9].
          قوله: (إِلَى النَّجَاشِيِّ): تَقَدَّم الكلام على فتح نونه وكسرها، وتشديد الياء وتخفيفها، والاختلاف في اسمه، في (الجنائز) [خ¦1245].
          قوله: (فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ): (وافقْنا): بإسكان القاف، والضمير فاعل، و(جعفرَ بن أبي طالب): منصوب مفعول، وكذا قوله: (فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ صلعم).
          قوله: (وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ): هو بالسين المهملة، وهذا ظاهرٌ عند أهله، و(أسماء): صحابيَّة جليلة معروفة، هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، ثُمَّ تزوَّجها بعد مقتل جعفر أبو بكر الصديق، فلمَّا تُوُفِّيَ عنها؛ تزوَّجها عليُّ بن أبي طالب، وكانت فاضلة جليلة، وهي أسماء بنت عميس بن معبد بن الحارث الخثعميَّة، وقال ابن سعد: (أسماء بنت عميس بن معدِّ بن تيم [بن] الحارث بن كعب)، وطوَّل ترجمتها ♦.
          قوله: (آلحَبَشِيَّةُ هَذِهِ؟ آلبَحْرِيَّةُ هَذِهْ؟): هما بمدِّ الهمزة على الاستفهام، كذا في أصلنا، وفي غير أصلنا من غير مدٍّ، وهو محذوف الاستفهام، وكلاهما صحيح المعنى، والله أعلم.
          قوله: (وَكُنَّا فِي دَارِ _أَوْ فِي أَرْضِ_ الْبُعَدَاءِ): (دارِ): مكسورة من غير تنوين؛ وتقديره: دار البعداء، ولكن شكَّ الراوي، هل هو في دار البعداء، أو في أرض البعداء؟ وهذا ظاهرٌ، قال ابن قُرقُول: (وفي حديث أسماء: «في أرضِ البُعَداءِ»، في نسخةٍ عن أبي ذرٍّ والنسفيِّ: «في أرض البُعد(1) البُغَضَاءِ»، وعند عُبْدُوس: «أرضِ البُعُدِ البُعُدُ(2) البغضاءُ»؛ مكرَّر، وللقابسيِّ: «أرض البُعُدِ(3) البُعَدَاء»، وللأصيليِّ: «البُعَدَاء البُغَضَاءِ»، وهو أحسن، وقيل: إنَّ التكرار فيه تفسير الأوَّل بالثاني).
          قوله: (وَايْمُ اللهِ): تَقَدَّم غيرَ مرَّةٍ أنَّ همزته همزة وصل، وبعضهم قال: قطع، وقد تَقَدَّم معناها [خ¦344].
          قوله: (لَا أَطْعَمُ طَعَامًا): (أَطعَم): بفتح الهمزة والعين، وهذا ظاهرٌ؛ أي: لا آكلُ، وكذا (أَشْرَبُ) مثله.
          قوله: (مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللهِ صلعم): (قلتَ): بفتح تاء الخطاب.
          قوله: (نُؤْذَى وَنُخَافُ): هما مضموما الأوَّل، مبنيَّان لِمَا لم يُسَمَّ فاعلهما.
          قوله: (أَهْلَ السَّفِينَةِ): (أهلَ): منصوب منادى مضاف.
          قوله: (هِجْرَتَانِ): لأنَّ أبا موسى ومن معه هاجروا إلى الحبشة إلى جعفر لمَّا سمعوا بهم، ثُمَّ هاجر هو ومن معه في أصحاب السفينتين إلى المدينة، فصارت هجرتان، وكذا جعفر ومن معه هاجروا من مَكَّة إلى الحبشة، ثُمَّ هاجروا إلى المدينة؛ فلكلٍّ هجرتان، والله أعلم.
          قوله: (أَرْسَالًا): هو بفتح الهمزة؛ أي: أفواجًا وفِرَقًا متقطِّعة، واحدهم: رَسَلٌ؛ بفتح الراء والسين.
          قوله: (هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ): (أفرحُ) و(أعظمُ): مرفوعان، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ): (أبو بردة): تَقَدَّم أنَّه عامر، أو الحارث، ولد أبي موسى الأشعريِّ، وروايته الأولى عن أبيه، وهذه عن أسماء بنت عميس، وهو معدود فيمن روى عنها.
          قوله: (رُفْقَةِ): تَقَدَّم أنَّه بضمِّ الراء وكسرها [خ¦3364].
          قوله: (يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ): قال الدِّمْياطيُّ: (صوابه: يرحلون)، انتهى، وقال ابن قُرقُول: («حين يدخلون بالليل»، كذا للكافَّة، وعند الجيانيِّ في «مسلم»: «يرحلون»، من الرحيل، وكذا للجرجانيِّ)، انتهى.
          قوله: (وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ): (حَكِيم): هذا بفتح الحاء، وكسر الكاف، قال ابن قُرقُول: (كان شيوخنا يختلفون فيه، فكان بعضُهم يجعله صفة، وهو الصدفيُّ)، قال الذهبيُّ: (حَكِيم الأشعريُّ أخرجه مسلم، أغفله الأربعة، وذكره الغسانيُّ)، انتهى، ولم يذكره ابن عبد البرِّ، وقد استُدرِك عليه.
          والحاصل: أنَّ بعض الناس يجعله صفة لـ(رجل)، وبعضهم يجعله علمًا على شخص من الأشعريِّين، والله أعلم. /
          قوله: (أَنْ تَنْظُرُوهُمْ): هو بفتح التاء، وضمِّ الظاء، وفي نسخة: (تُنظِروهم)؛ بضمِّ أوله، وكسر الظاء؛ أي: للقتال.


[1] في (أ): (البعداء)، والمثبت من مصدره، و«مشارق الأنوار» ░1/234▒.
[2] كذا ضبطه في (أ) بالقلم، بضم العين وبالرفع.
[3] كذا في (أ)، وفي المطبوع من مصدره: (البُعَدِ)، قال القاضي عياض في «مشارق الأنوار» ░1/234▒: (وقيده بعضهم عنه بضم العين في الأول).