التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قصة عكل وعرينة

          قوله: (بابُ قِصَّةِ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ): اعلم أنَّ هذه السريَّة هي سرية سعيد بن زيد أحد العشرة، كذا صرَّح به بعضهم عن ابن عقبة، وفي الأنصار شخص يقال له: سعيد بن زيد الأنصاريُّ الأشهليُّ، وقيل فيه: سعد بن زيد، ترجمته معروفة، ذكره ابن عبد البَرِّ وغيرُه، وقال شيخنا في هذا الشرح: (إنَّه سعيد بن زيد الأشهليُّ)، نقل ذلك عن الواقديِّ، والله أعلم، ويقال: أميرهم كرز بن جابر الفِهريُّ، وسيجيء غلطٌ لابن جرير في أمير هذه السريَّة _قريبًا_ إلى العُرَنيِّين [خ¦4192]، وهي في شوَّالٍ سنة ستٍّ عند ابن سعد.
          أمَّا (عُكْل)؛ فبضمِّ العين المهملة، وإسكان الكاف(1)، ثُمَّ لام، وهي في الرِّباب، و(عُكْل): امرأةٌ حضنت بني عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة من الرِّباب، حكى ابن الكلبيِّ قال: (وَلَدَ عوفُ بن وَائل الحارثَ، وجشمًا، وسعدًا، وعليًّا، وقيسًا، وأمُّهم ابنة ذي اللحية من حمير، وحضنتهم عُكْل؛ أَمَةٌ لهم؛ فغلبت عليهم)، قال ابن دريد: (اشتقاق «عُكْل» من عكلتُ الشيء؛ إذا جمعتَه)، وقال غيره: يكون من عَكَل يعكُل؛ إذا قال برأيه؛ مثل: حَدَسَ، ورجل عُكْليٌّ: أحمق.
          و(عُرَيْنَة)؛ بضمِّ العين، وفتح الراء، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ نون مفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث، أمَّا (عُرَينة)؛ ففي بَجِيلة وقُضاعة، فالذي في بَجِيلة عُرَينةُ بن بدير بن قيسر بن عبقر، وعبقر أمُّه بَجِيلة، قاله الرُّشاطي، قال: (ومنهم(2) الرهط الذين أغاروا على إبل رسول الله صلعم، والعَرَن: حكَّة تصيب الفرس أو البعير في قوائمها)، نقله ابن سيِّد الناس، انتهى.


[1] في (أ): (العين)، والمثبت هو الصواب.
[2] كان الأصل في (أ): (قاله الرشاطي، قال: وقال بعضهم)، ثمَّ ضرب على (بعضهم)، وكتب بدلًا منها: (ومنهم)، ولعلَّ المثبث هو الصَّواب.