التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب غزوة أحد

          (بابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ)... إلى (بابُ غَزْوَةِ الرَّجِيعِ).
          قوله: (بابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ): (أُحُد): جبلٌ بمدينة النَّبيِّ صلعم على أقل من فرسخٍ منها، قال السهيليُّ: (به قبر هارون ◙)، وكذا قال غير السهيليِّ، لكنَّ الحافظ ابن دحية تعقَّب كلام السهيليِّ بما في التوراة، وعيَّن المكان الذي فيه ذلك من التوراة بأنَّ قبره بقرب جبلة في الجبل، يعرف الموضع (بهُوْر هاهار)، كذا عندهم على ساعة من جبلة؛ من مدن الشام، انتهى.
          وسأذكر فيه كلامًا في أواخر الغزوة في قوله: (أُحُدٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ)؛ فانظره [خ¦64/27-6022].
          ووقعة أُحُد كانت يوم السبت لتسعٍ خَلَون من شوَّالٍ، ويقال: لإحدى عشرة ليلة(1) خلت منه، ويقال: للنصف منه، قال مالك: (كانت بعد بدر بسنة)، وعنه: (كانت على أحدٍ وثلاثين شهرًا من الهجرة)، وذلك أنَّ قريشًا أجمعوا لقتاله ◙ في ثلاثة آلاف رجل؛ فيهم: سبع مئة دارع، ومئتا فرس، وثلاثة آلاف بعير، وخمس عشرة امرأة، والمسلمون ألف رجل، ويقال: تسع مئة، فانخزل عبد الله ابن أُبيٍّ ابنُ سلول في ثلاث مئة، ويقال: إنَّه ◙ أمرهم بالانصراف لكفرهم بمكان يقال له: الشَّوْط، ويقال: بأُحُد عند التصافِّ.
          قال ابن عقبة: (وليس في المسلمين فرس واحد)، قال الواقديُّ: (لم يكن مع المسلمين يوم أُحُد إلَّا فرس رسولِ الله صلعم وفرس أبي بردة)، انتهى.
          وذكروا في خيله ◙ السكب، قالوا: (غزا عليه رسولُ الله صلعم أُحُدًا ليس في المسلمين غيره وغير فرس أبي بردة)، وفي «الاستيعاب» في ترجمة عبَّاد بن الحارث بن عديٍّ: (يعرف بفارس ذي الخِرَقِ...) إلى أن قال: (شهد أُحُدًا والمشاهد كلَّها معه ◙ على فرسه ذي الخِرَقَ).
          تنبيهٌ: وقع في «الهدْي» لابن قيِّم الجوزيَّة: (وبعَثَنا رسولُ الله صلعم في سبع مئة؛ فيهم خمسون فارسًا)، انتهى، كذا في نسخة عندي بـ«الهدْي»، وهذا انتقال حفظ من الرُّماة إلى هؤلاء، والله أعلم.


[1] في (أ): (لليلة).