التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ذكر النبي من يقتل ببدر

          قوله: (مَنْ يُقْتَلُ بِبَدْرٍ): (بدر): هو بدر بن قريش بن يخلد بن النضر، حفر هذه البئر، فنُسِبَت إليه، وقال مغلطاي في «سيرته»: (وهي بئر سُمِّيت ببدر بن الحارث حافرِها، وقيل: بدر بن كلدة، وقيل: لاستدارتها، وقيل: لصفائها ورؤية البدر فيها) انتهى.
          ورأيت بخطِّ شيخنا شيخ الإسلام البلقينيِّ ما نصُّه: (فائدةٌ: إن قال قائل: كان ينبغي أن يقدِّم قصَّة غزوة بدر على هذه الترجمة؛ قلنا: له مقصد حسن في ذلك؛ وهو أنَّه قَصَدَ ذِكْرَ القصَّة التي فيها الدلالة على نبوَّة سيِّدنا رسول الله صلعم؛ وهو إخباره أنَّ أميَّة بن خلفٍ يُقتَل [مع المقتولين] من كُفَّار قريش الذي هو من حزبهم، فلمَّا كان في هذه القصَّة عَلَمٌ من أعلام النُّبوَّة؛ قدَّمها، ولم يذكر البُخاريُّ في هذه الترجمة غير قصَّة أميَّة بن خلف، ولم يذكر المقتولين ببدر من الكُفَّار، ولا من المسلمين؛ لقصده المعنى الذي بيَّنَّاه) انتهت.
          ثُمَّ اعلم أنَّهم لمَّا خرجوا إلى بدر؛ كانت إبل أصحاب رسول الله صلعم سبعين بعيرًا، فاعتقبوها.
          فائدة: الخيل في بدر مع المسلمين كانت خمسة، وقال بعض الحُفَّاظ: (لم يكن معهم إلَّا فرسين)، انتهى، وهذا في «المستدرك» في (الجهاد)، وصحَّحه، وتعقَّبه الذَّهبيُّ، وفيه أيضًا في (المغازي) من حديث عليٍّ ☺، وقال: [على شرط] البُخاريِّ ومسلم، وفي «المسند» لأحمد من حديث عليٍّ ☺: (لم يكن فيها فارسٌ غيرَ المقداد)، وسنده صحيح، لكن فيه حارثة بن مُضَرِّب، قال ابن الجوزيِّ: (متروكٌ)، ولم أر أحدًا وافقه على ذلك، وفي كلام شيخنا عن الداوديِّ: (أنَّهم كان معهم ثلاثة أفراس)، والله أعلم، وسيجيء الاختلاف في عدد المسلمين في بدر، وعدد الكُفَّار قريبًا إن شاء الله تعالى [خ¦3951].
          وفي «زوائد معجمي الطبرانيِّ الصغير والأوسط»: (أنَّه كان معه ◙ مئة ناضح _يوم بدر_ ونواضح)، في سنده أبو شيبة.