التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب غزوة مؤتة من أرض الشام

          قوله: (بابُ غَزْوَةِ مُؤتَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّأْمِ): (مؤتة): بأدنى البلقاءِ من أرض الشام، وهي بالهمز، كذا يقولها الفرَّاء، وأكثرُ الرُّواة لا يهمزونها، قاله ابن قُرقُول، انتهى، واعلم أنَّ غزوة مؤتة كانت في جمادى الأولى سنة ثمان، وكان سببها أنَّه ◙ بعث الحارث بن عمير الأزديَّ أحد بني لِهْبٍ إلى الشام إلى مَلِكِ الرُّوم، وقيل: إلى مَلِك بُصرى، فعرض له شُرحبيل بن عمرو الغسَّانيُّ، فأوثقه رِباطًا، ثُمَّ قدَّمه فضرب عنقه، ولم يُقتَل لرسول الله صلعم رسولٌ غيره، فاشتدَّ ذلك عليه حين بلغه الخبر عنه، فبعث الجيش المعروف لمؤتة، وكانوا ثلاثة آلاف، والكفَّار مئتي ألف، وقد قدَّمتُ الخلاف في عدد المسلمين والكفَّار في (الجنائز)؛ فانظره، والله أعلم [خ¦1246].