-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
أبواب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
كتاب الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب العمل في الصلاة
-
أبواب السهو
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
أبواب صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
أبواب المحصر
-
كتاب جزاء الصيد
-
أبواب فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
كتاب الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب فرض الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
باب ذكر النبي من يقتل ببدر
-
باب قصة غزوة بدر
-
باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}
-
باب في فضل من شهد بدرًا
-
باب عدة أصحاب بدر
-
باب دعاء النبي على كفار قريش
-
باب قتل أبي جهل
-
باب فضل من شهد بدرًا
-
باب في تفاصيل غزوة بدر
-
باب شهود الملائكة بدرًا
-
باب ببيان من شهد بدرًا
-
باب تسمية من سمي من أهل بدر
-
باب حديث بنى النضير
-
باب قتل كعب بن الأشرف
-
باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق
-
باب غزوة أحد
-
باب: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
-
باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان}
-
باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}
-
باب: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا يغشى طائفةً منكم}
-
باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}
-
باب ذكر أم سليط
-
باب قتل حمزة
-
باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد
-
باب
-
باب: {الذين استجابوا لله والرسول}
-
باب من قتل من المسلمين يوم أحد
-
باب: أحد يحبنا
-
باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة
-
باب غزوة الخندق
-
باب مرجع النبي من الأحزاب ومخرجه إلى بنى قريظة ومحاصرته إياهم
-
باب غزوة ذات الرقاع
-
باب غزوة بني المصطلق من خزاعة
-
باب غزوة أنمار
-
باب حديث الإفك
-
باب غزوة الحديبية
-
باب قصة عكل وعرينة
-
باب غزوة ذات القرد
-
باب غزوة خيبر
-
حديث سويد: أنه خرج مع النبي عام خيبر
-
حديث عامر: اللهم لولا أنت ما اهتدينا
-
حديث أنس: خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين
-
حديث: صبحنا خيبر بكرة فخرج أهلها بالمساحي فلما بصروا
-
حديث: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية
-
حديث: صلى النبي الصبح قريبًا من خيبر بغلس
-
حديث: أما إنه من أهل النار
-
حديث: قم يا فلان فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن
-
حديث: اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا
-
حديث: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر
-
حديث: التقى النبي والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا فمال كل
-
حديث: نظر أنس إلى الناس يوم الجمعة فرأى طيالسة
-
حديث: لأعطين الراية غدًا رجل يحبه الله ورسوله.
-
حديث: لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه
-
حديث: آذن من حولك
-
حديث: أن النبي أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام
-
حديث: أقام النبي بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفية
-
حديث: كنا محاصري خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم
-
حديث: أن رسول الله نهى يوم خيبر عن أكل الثوم
-
حديث: أن رسول الله نهى عن متعة النساء يوم خيبر
-
حديث: أن رسول الله نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية
-
حديث: نهى رسول الله يوم خيبر عن لحوم الحمر
-
حديث: لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئًا وأهريقوها
-
حديث: فنادى منادي النبي: أكفئوا القدور
-
حديث: لا أدري أنهى عنه رسول الله من أجل أنه كان حمولة الناس
-
حديث: قسم رسول الله يوم خيبر للفرس سهمين
-
حديث: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد.
-
حديث: بلغنا مخرج النبي ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا
-
حديث: قدمنا على النبي بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا
-
حديث أبي هريرة: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبًا ولا فضة
-
حديث: أما والذي نفسي بيده لولا أن أترك آخر الناس ببانًا
-
حديث: لولا آخر المسلمين ما فتحت عليهم قرية إلا قسمتها
-
حديث: واعجباه لوبر تدلى من قدوم الضأن
-
حديث: واعجبًا لك وبر تدأدأ من قدوم ضأن
-
حديث: أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها
-
حديث: لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر
-
حديث: ما شبعنا حتى فتحنا خيبر
-
حديث سويد: أنه خرج مع النبي عام خيبر
-
باب استعمال النبي على أهل خيبر
-
باب معاملة النبي أهل خيبر
-
باب الشاة التي سمت للنبي بخيبر
-
باب غزوة زيد بن حارثة
-
باب عمرة القضاء
-
باب غزوة مؤتة من أرض الشام
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
-
باب غزوة الفتح وما بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة
-
باب غزوة الفتح في رمضان
-
باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح
-
باب دخول النبي من أعلى مكة
-
باب منزل النبي يوم الفتح
-
باب في نزول سورة النصر، وما قاله النبي يوم الفتح
-
باب مقام النبي بمكة زمن الفتح
-
باب من شهد الفتح
-
باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}
-
باب غزاة أوطاس
-
باب غزوة الطائف
-
باب السرية التي قبل نجد
-
باب بعث النبي خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة
-
سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي
-
باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
باب غزوة ذي الخلصة
-
باب غزوة ذات السلاسل
-
باب ذهاب جرير إلى اليمن
-
باب غزوة سيف البحر
-
حج أبي بكر بالناس في سنة تسع
-
باب وفد بني تميم
-
باب مناقب بني تميم
-
باب وفد عبد القيس
-
باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال
-
قصة الأسود العنسي
-
قصة أهل نجران
-
باب قصة عمان والبحرين
-
باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن
-
قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي
-
باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم
-
باب حجة الوداع
-
باب غزوة تبوك
-
حديث كعب بن مالك
-
باب نزول النبي الحجر
-
باب في تتمة أحداث تبوك
-
باب كتاب النبي إلى كسرى وقيصر
-
باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته
-
باب آخر ما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب آخر أحواله صلى الله عليه وسلم
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه
-
باب من وصل المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم؟
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
4196- قوله: (خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ(1) صلعم إِلَى خَيْبَرَ): تَقَدَّم متى كانت غزوة خيبر، والاختلافُ فيها غيرَ مرَّةٍ، وأدناه قريبًا [خ¦64/38-6129].
قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ): هذا الرجل القائلُ لعامر لا أعرف اسمه، و(عامر): هو ابن الأكوع، عمُّ سلمة بن عمرو بن الأكوع، واسم الأكوع: سِنان بن عبد الله بن قُشير.
تنبيهٌ: وقع في «مسلم» من حديث سلمة ابن الأكوع: (لمَّا كان يوم خيبر؛ قاتل أخي قتالًا شديدًا...) إلى أن قال: (فارتدَّ عليه سيفه)، وقال بعده بقليل في الحديث نفسه: (فقال رسولُ الله صلعم: «من قال هذا؟» قلت: قاله أخي)، وذكر مسلم بعده: (فجعل عمِّي عامر يرتجز)، والصَّحيح: أنَّه عمُّه كما قدَّمتُه، ويمكن أن يجمع بينهما بأن يكون عمَّه من النسب أخاه من الرَّضاعة، وقال شيخنا: (إنَّه أخو سلمة، كما صرَّح به مسلم في «صحيحه»، قال: وكذا صرَّح به ابن سعد وغيره، قال: وعند ابن إسحاق: عامر عمُّ سلمة انتهى، والله أعلم.
قوله: (مِنْ هُنَيْهَاتِكَ): قال ابن قُرقُول: («مِن هَناتك»: جمع: هنة؛ أي: من أخبارك وأمورك وأشعارك، فكنَى عن ذلك كلِّه، وفي رواية: «من هُنيَّاتك» على التصغير)، انتهى، والذي عليه (صح) في أصلنا: (هُنيهاتك)، وفي نسخةٍ: (هُنيَّاتك).
قوله: (وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا، فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا...) إلى آخره: هذا الرجز قد يُتوهَّم أنَّه من قِبَلِه، وليس كذلك، بل هو من قول ابن رواحة، كذا جاء نسبته إليه في هذا «الصحيح» قبل هذا [خ¦3034].
قوله: (اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا): كذا الرواية، وصوابه في الوزن (لاهُمَّ)، أو (تاللهِ)، كما سيجيء في (الدعاء) [خ¦6331]، أو (واللهِ) كما في الحديث الآخر: (لولا الله) [خ¦6620].
قوله: (فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ): (فداء)؛ بفتح الفاء: مقصور، وكسرها: ممدود ومقصور، وكذا لابن الأثير في «نهايته»، قال الجوهريُّ: (ومِن العرب مَن يكسر «فِداء» بالتنوين إذا جاور لام الجرِّ خاصَّة، فيقول: فِداءٍ لك؛ لأنَّه نكرة، يريدون به معنى الدعاء)، ثم استَشهد عليه ببيتٍ للنابغة أنشده الأصمعيُّ، قاله الجوهريُّ، وقال ابن قُرقُول: (الفداء: يمدُّ ويقصر، وأمَّا المصدر مِن «فاديت»؛ ممدودٌ لا غير، والفاء في كلِّ ذلك مكسورة، وحكى الفرَّاء: «فَدًى لك»؛ مقصور، وممدود، ومفتوح، و«فَداك أبي وأمِّي»: فعل ماضٍ مفتوح الأوَّل، ويكون اسمًا على ما حكاه الفرَّاء)، انتهى.
وقوله: (فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ): قال ابن قُرقُول: (كذا ذكره مسلم في رواية جميع شيوخنا، وكذا ذكره البُخاريُّ في «غزوة خيبر»، وفيه إشكالٌ، إذ لا يصحُّ / إطلاق هذا اللفظ على ظاهره في حقِّ الله تعالى، وإنَّما يُفدَّى مِن المكاره مَن تلحقه، وفيه تأويلات:
أحدها: أن يراد به إدغام الكلام، ووصل الخطاب، وتأكيد المقصد دون الالتفات إلى معانيها؛ كقولهم: ويل امِّه، وتربت يمينك.
والثاني: أن يكون على القطع ومُداخلة الكلام، وأنَّه التفت بقوله: «فدًى(2) لك» إلى بعض من يخاطبُه، ثم رجع إلى تمام دُعائه، وفي هذا بُعدٌ وتعسُّفٌ كثير في المعنى.
الثالث: أن يكون على معنى الاستعارة، ويكون المراد بالتفدية: التعظيم والإكبار؛ لأنَّ الإنسان لا يُفدِّي إلَّا مَن يعظِّمه، وكأنَّ مراده في هذا: أبذلُ(3) نفسي ومن يعزُّ عليَّ في رضاك وطاعتك، وقد ذكر المازريُّ: أنَّ بعضَهم رواه: «فاغفر لنا بذلك ما ابتغينا»، وليس هذا اللفظ ممَّا وقع عند أحدٍ من شيوخنا في «الصحيح»، وقد تَقَدَّم الخلاف في هذا في «حرف الباء»، وقد ضبطنا في هذا الحرف «فداءٌ»؛ بالرفع على الابتداء والخبر؛ أي: نفسي فداء لك، وبالنَّصب على المصدر)، انتهى.
وقد ذكر غير واحد هذا اللفظ، وممَّن ذكره ابن الأثير في «النِّهاية» مختصرًا، وأنَّه على المجاز والاستعارة، فيكون المراد: التعظيم والإكبار، وذكر أنَّ (فداء) يروى بالرفع على الابتداء، والنَّصب على المصدر.
وقال السُّهيليُّ في (غزوة خيبر) في «روضه»: (وقوله: «فداء لك»: قد قيل: إنَّ الخطاب للنَّبيِّ صلعم؛ أي: اغفر لنا تقصيرَنا في حقِّك وطاعتك، إذ لا يتصور أن يقال لله تبارك وتعالى مثلُ هذا الكلام، وذلك أنَّ معنى قولهم: «فداء لك»؛ أي: فداء لك أنفسنا وأهلونا، وحذف الاسم المبتدأ؛ لكثرة دوره في الكلام مع العلم به، وإنَّما يُفدِّي الإنسان بنفسه مَن يجوز عليه الفناء، وأقرب ما قيل فيه من الأقوال إلى الصواب: أنَّها كلمة يُترجِم بها عن محبَّةٍ وتعظيمٍ، فجاز أن يخاطب بها مَن لا يجوز في حقِّه الفداء، ولا يجوز عليه الفناء؛ قصدًا لإظهار المحبَّة والتعظيم له، وإن كان أصل الكلمة ما ذكرنا، فربَّ كلمة تُرِكَ أصلُها، واستُعمِلت كالمَثَل في غير ما وُضِعت له أوَّلُ كما جاؤوا بلَفظِ القَسَمِ في غير موضع القَسَم إذا أرادوا تعجُّبًا أو استعظامًا لأمر؛ كقوله صلعم في حديث الأعرابيِّ من رواية إسماعيل بن جعفر: «أفلح وأبيه إن صدق...»...) إلى آخره.
وقال شيخنا في (باب ما يجوز من الرجز والشِّعر) ما لفظه: («فداءٌٍ لك»؛ بالرفع والخفض أيضًا، فوجه الرفع: أن يكون خبرَ(4) مبتدأ مضمر؛ أي: نحن فداءٌ لك، ومَن خفض «فداء»؛ شبَّهه بـ«أمسِ»، فبناه على الكسر؛ لبناء الأصوات عليه؛ نحو قولهم: قال الغراب: غاقِ...) إلى آخر كلامه، وقال أيضًا في الباب الذي هو قبل الباب المشار إليه: (ومنهم من يكسر «فداء» إذا جاور لام الجرِّ خاصَّة، تقول: فداءٍ لك؛ لأنَّه نكرة، يريدون به معنى الدعاء)، انتهى، وقد قدَّمتُ ذلك عن «الصحاح» للجوهريِّ، وأمَّا قوله: (فداءٍ) بالكسر؛ فلم أره إلَّا في كلام شيخنا، والله أعلم.
قوله: (مَا أَبْقَيْنَا): كذا في أصلنا، قال ابن قُرقُول: (كذا عند الأصيليِّ، وعند القابسيِّ، كذا ذكره البُخاريُّ في «غزوة خيبر»، وعنده في غير هذا الموضع وفي «مسلم»: «ما اقتفينا»؛ أي: اكتسبنا، وأصل الاقتفاء: الاتِّباع، وذكر المازريُّ أنَّه روي: «ما ابتغينا»، ولعلَّه تغيير، و«اقتفينا» أشهر وأكثر)، انتهى، ومعنى (ما أبقينا): ما خلَّفنا ممَّا اكتسبنا، أو أبقينا من الذنوب، فلم نحقِّق التوبة فيه كما ينبغي.
قوله: (أَبَيْنَا): كذا مصحَّحٌ عليه عندنا، وفي نسخة: (بنا أتينا)، قال ابن قُرقُول: («أبينا»: كذا للأصيليِّ والسجزيِّ بباء، من الإباية، ولغيرهما: بتاء، من الإتيان، وكلاهما صحيحٌ، أي: إذا صيح بنا لفزعٍ أو حادثٍ؛ أتينا الداعي وأجبناه، أو أقدمنا على عدوِّنا ولم يَرُعْنا صياح العدوِّ، كما قال صلعم في صفة المجاهدِ: «إذا سمع هيعة أو فزعة؛ طار إليها»، ومن رواه: «أبينا» بباء مفردة؛ فمعناه: أبينا الفِرارَ، وأنِفنا منه، وثبتنا للعدوِّ، وبالتاء من الإتيان أوجه؛ لأنَّ في بقيَّة الرجز: «وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا»، وتكرار الكلمة على القرب عيب في شعر معلوم).
قوله: (وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا): قال الدِّمْياطيُّ: (عوَّلت بكذا: استعنت به)، انتهى، وقال ابن قُرقُول: (عوَّلوا علينا: قد يكون مِن العويل؛ وهو رفع الصوت، وقيل: مِن التعويل؛ وهو الاحتمال، يقال: عوَّل عليه في أمره؛ أي: احتمل عليه في حملِه إيَّاه، ووثق به)، انتهى، وفي «النِّهاية»: (عوَّلوا علينا: أي: أجلبوا واستغاثوا، والعويل: صوت الصدر بالبكاء).
قوله: (فَقَالَ(5) رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللهِ): القائل (وجبت) هو عمر بن الخَطَّاب ☺، كما رواه مسلم، روى ابن إسحاق بسنده القصَّة، وفيها: (فقال عمر بن الخَطَّاب: وجبت والله يا رسول الله، لو أمتعتنا به).
قوله: (وَجَبَتْ): أي: وجبت له الشهادة، وإنَّما قال عمر ذلك؛ لأنَّ في «صحيح مسلم» في هذه القصَّة: (وما استغفر رسولُ الله صلعم لإنسان يخصُّه إلَّا استُشهد)، والله أعلم.
قوله: (مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ): (المخمصة): المجاعة.
قوله: (قَالُوا: لَحْمَُ الحُمُرِ(6) الأَِنْـَسِيَّةِ): (لحم) يجوز فيه الرفع على الخبريَّة، والنصب بإسقاط الخافض.
قوله: (الأَِنْـَسِيَّةِ): قال ابن قُرقُول: («الأَنَسية»؛ بفتح النون، وفتح الهمزة، كذا ذكره البُخاريُّ عن ابن أبي أُويس [خ¦2477]، وكذا قيَّدناه عن الشيخ أبي بحر في «مسلم»، وكذا قيَّده الأصيليُّ وابنُ السكن وأبو ذرٍّ، وأكثر روايات الشيوخ فيه بكسر الهمزة، وسكون النون، وكلاهما صحيح)، وفي «النِّهاية»: (والمشهور فيها كسر الهمزة، منسوبة إلى الإنس؛ وهم بنو آدم، الواحد: إنسيٌّ، وفي كتاب أبي موسى ما يدل على أنَّ الهمزة مضمومة، فإنَّه قال: «هي التي تألف البيوت، والأُنس: هو ضِدَّ الوَحشة _الأُنس: بالضم، وقد جاء فيه الكسر قليلًا_ ورواه بعضهم بفتح الهمزة والنون، وليس بشيء»، قلت: [إنْ] أراد أنَّ الفتح غير معروف في الرواية، فتجوز، وإن أراد أنَّه ليس بمعروفٍ(7) في اللغة؛ فإنَّه مصدر / أنست به آنس أنَسًا، وأنَسَةً)، انتهى.
قوله: (أَهَـْرِيقُوهَا): هو بفتح الهمز والهاء، ويجوز إسكان الهاء، وهو رباعيٌّ.
قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ نُهَرِيقُهَا): هذا الرجل لا أعرفه، وقال بعض حُفَّاظ مِصْرَ: (لم يُسَمَّ، ويحتمل أن يكون هو عمر)، انتهى.
قوله: (أَوْ نُهَرِيقُهَا): (أوْ) ساكنة الواو في أصلنا، وكذا في خطِّ الشيخ أبي جعفر الأندلسيِّ شيخنا، وهو ظاهرٌ، وفي حفظي أنَّه ضبطها كذلك بعض الحفَّاظ.
قوله: (نُهَرِيقُهَا): هو بضمِّ النون، وفتح الهاء، ويجوز سكون الهاء، وقد تقدَّم أعلاه.
قوله: (أَوْ ذَاكَ): (أو) ساكنة الواو، قال ابن قُرقُول: (على الإباحة والتسوية، ولا يجوز الفتح)، انتهى.
قوله: (كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا): هو عامر بن الأكوع، عمُّ سلمة بن عمرو بن الأكوع، وقد تَقَدَّم.
قوله: (سَاقَ يَهُودِيٍّ): هذا اليَهوديُّ هو مرحبٌ، والشاهد لذلك في «صحيح مسلم».
قوله: (وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ): (ذُباب السيف)؛ بضمِّ الذال المعجمة: طرفه الذي يُضرَب به، قاله الجوهري.
قوله: (عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ)؛ أي: رأس ركبته.
قوله: (فَلَمَّا قَفَلُوا)؛ أي: رجعوا، وقد تَقَدَّم [خ¦1797].
قوله: (فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي): تَقَدَّم الكلام على التفدية بالأب والأمِّ أو بأحدهما مطوَّلًا؛ فانظر في (أُحُد) [خ¦4055] وقبله [خ¦979]، وهو جائزٌ مطلقًا على الصحيح.
قوله: (زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ): قائل ذلك فلان وفلان وأُسيد بن الحُضير الأنصاريُّ [خ¦6148]، وكذا في «صحيح مسلم»، ولا أعرف فلانًا وفلانًا المذكورَين مع أُسيد بن الحُضير، و(أُسَيْدُ):
تَقَدَّم أنَّه بضمِّ الهمزة، وفتح السين، و(حُضَير): بضمِّ الحاء المهملة، وفتح الضاد المعجمة [خ¦334].
قوله: (إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ): قال ابن قُرقُول: (كذا لأكثرهم، وللحمُّوي والمستملي في «كتاب الجهاد»: «إنَّه لَجاهَدَ مَجَاهدَ» [خ¦4196]، وكذا قيَّده أبو الوليد الباجي في «البُخاريِّ»، وابن أبي جعفر في «مسلم»، والأوَّل أصوبُ؛ أي: جاهدٌ جادٌّ مبالغٌ في سبيل الخير والبرِّ وإعلاء كلمة الإسلام، مجاهدٌ لأعدائه، قال ابن دريد: يقال: «رجل جاهدٌ؛ أي: جادٌّ في أمره»، وكرَّر «مجاهدًا» بعد «جاهد»؛ للمبالغة، كما قيل: جادٌّ مُجِدٌّ، ويدلُّ على صحَّته قوله في الرواية الأخرى: «مات جاهدًا مجاهدًا»، انتهى، وقال شيخنا: (الجاهدُ: من يرتكبُ المشقَّة، والمجاهد: من يجاهد في سبيل الله، وهو مشتقٌّ منه).
قوله: (مَشَى بِهَا مِثْلُـَهُ): قال ابن قُرقُول: («مَشَى بها مثله»: كذا للعُذريِّ، ولأكثر رواة البُخاريِّ في «كتاب الجهاد» [خ¦4196]، وعند المروزيِّ والفارسيِّ: «مُشابهًا» على وزن: مقاتلًا، كلمةٌ(8) واحدة، من المشابهة، قال الأصيليُّ: كذا قرأه علينا أبو زيد، وعند البُخاريِّ من رواية قتيبة: «نشأَ بها» [خ¦6148]؛ أي: شبَّ بها وكَبِرَ، و«بها»؛ بمعنى: فيها؛ يعني: الحرب، وكذا لجميعهم في «باب الشعر والرجز»، ويحتمل أن يريد بهذه البلاد، وهذا أبين وأليق بالمعنى، وللرواية الأخرى وجه، ويريد: بالحرب، وأمَّا رواية المروزيِّ والفارسيِّ؛ فبعيدة)، انتهى.
و(مثلُه): مرفوع، كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخة وعليها علامة راويها: (مثلَهُ): منصوب بالقلم، وهما جائزان من حيث العربية.
وقال السهيليُّ في «روضه» في هذه الغزوة: («قلَّ عربيٌّ مشابهًا مِثْلَهُ»، وفي رواية: «مَشَى بِهَا مِثْلَهُ»، ويروى أيضًا: «نَشَأَ بِهَا مِثْلَهُ»؛ كلُّ هذا يُروى في «الجامع الصحيح» [خ¦4196] [خ¦6148]، وهو اضطراب مِن رواة الكتاب، فمَن قال: «مشى بها»؛ قالها عائدة على المدينة، ويجوز أن تكون الهاء عائدة على الأرض، ومَن رواه: «مشابهًا» «مفاعلًا» مِن الشبه؛ فهو حال مِن «عربيٌّ»، والحال مِن النكرة لا بأس به إذا كانت على تصحيح معنًى)، هذا ملخَّصٌ مِن كلامه.
قوله: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ): هذا هو ابن إسماعيل المذكور في سند الحديث الذي قبل هذا، ومعنى كلام البُخاريِّ: أنَّه رواه عن قتيبة عن حاتم بن إسماعيل بالسند الذي قدَّمه، غير أنَّه خالفه في قوله: (نشأَ بها)، فرواه عبد الله بن مسلمة عن حاتم: (مشى بها)، ورواه قتيبة عن حاتم: (نشأَ بها)، وحديث قتيبة عن حاتم أخرجه البُخاريُّ في (الأدب) عنه عن حاتم [خ¦6148]، وأخرجه مسلم في (المغازي) و(الذبائح): عن قتيبة ومحمَّد بن عبَّاد، عن حاتم به.
[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (النَّبيِّ).
[2] كذا في (أ)، وفي المطبوع من مصدره: (فداءً).
[3] في (أ) تبعًا لمصدره: (بذل)، والمثبت من «مشارق الأنوار» ░2/362▒.
[4] في (أ): (خبرًا)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.
[5] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (قال).
[6] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (حمر).
[7] في (أ): (معروف)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.
[8] في (أ): (كل)، والمثبت من مصدره، وهو الصواب.