التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث عامر: اللهم لولا أنت ما اهتدينا

          4196- قوله: (خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ(1) صلعم إِلَى خَيْبَرَ): تَقَدَّم متى كانت غزوة خيبر، والاختلافُ فيها غيرَ مرَّةٍ، وأدناه قريبًا [خ¦64/38-6129].
          قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ): هذا الرجل القائلُ لعامر لا أعرف اسمه، و(عامر): هو ابن الأكوع، عمُّ سلمة بن عمرو بن الأكوع، واسم الأكوع: سِنان بن عبد الله بن قُشير.
          تنبيهٌ: وقع في «مسلم» من حديث سلمة ابن الأكوع: (لمَّا كان يوم خيبر؛ قاتل أخي قتالًا شديدًا...) إلى أن قال: (فارتدَّ عليه سيفه)، وقال بعده بقليل في الحديث نفسه: (فقال رسولُ الله صلعم: «من قال هذا؟» قلت: قاله أخي)، وذكر مسلم بعده: (فجعل عمِّي عامر يرتجز)، والصَّحيح: أنَّه عمُّه كما قدَّمتُه، ويمكن أن يجمع بينهما بأن يكون عمَّه من النسب أخاه من الرَّضاعة، وقال شيخنا: (إنَّه أخو سلمة، كما صرَّح به مسلم في «صحيحه»، قال: وكذا صرَّح به ابن سعد وغيره، قال: وعند ابن إسحاق: عامر عمُّ سلمة انتهى، والله أعلم.
          قوله: (مِنْ هُنَيْهَاتِكَ): قال ابن قُرقُول: («مِن هَناتك»: جمع: هنة؛ أي: من أخبارك وأمورك وأشعارك، فكنَى عن ذلك كلِّه، وفي رواية: «من هُنيَّاتك» على التصغير)، انتهى، والذي عليه (صح) في أصلنا: (هُنيهاتك)، وفي نسخةٍ: (هُنيَّاتك).
          قوله: (وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا، فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا...) إلى آخره: هذا الرجز قد يُتوهَّم أنَّه من قِبَلِه، وليس كذلك، بل هو من قول ابن رواحة، كذا جاء نسبته إليه في هذا «الصحيح» قبل هذا [خ¦3034].
          قوله: (اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا): كذا الرواية، وصوابه في الوزن (لاهُمَّ)، أو (تاللهِ)، كما سيجيء في (الدعاء) [خ¦6331]، أو (واللهِ) كما في الحديث الآخر: (لولا الله) [خ¦6620].
          قوله: (فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ): (فداء)؛ بفتح الفاء: مقصور، وكسرها: ممدود ومقصور، وكذا لابن الأثير في «نهايته»، قال الجوهريُّ: (ومِن العرب مَن يكسر «فِداء» بالتنوين إذا جاور لام الجرِّ خاصَّة، فيقول: فِداءٍ لك؛ لأنَّه نكرة، يريدون به معنى الدعاء)، ثم استَشهد عليه ببيتٍ للنابغة أنشده الأصمعيُّ، قاله الجوهريُّ، وقال ابن قُرقُول: (الفداء: يمدُّ ويقصر، وأمَّا المصدر مِن «فاديت»؛ ممدودٌ لا غير، والفاء في كلِّ ذلك مكسورة، وحكى الفرَّاء: «فَدًى لك»؛ مقصور، وممدود، ومفتوح، و«فَداك أبي وأمِّي»: فعل ماضٍ مفتوح الأوَّل، ويكون اسمًا على ما حكاه الفرَّاء)، انتهى.
          وقوله: (فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ): قال ابن قُرقُول: (كذا ذكره مسلم في رواية جميع شيوخنا، وكذا ذكره البُخاريُّ في «غزوة خيبر»، وفيه إشكالٌ، إذ لا يصحُّ / إطلاق هذا اللفظ على ظاهره في حقِّ الله تعالى، وإنَّما يُفدَّى مِن المكاره مَن تلحقه، وفيه تأويلات:
          أحدها: أن يراد به إدغام الكلام، ووصل الخطاب، وتأكيد المقصد دون الالتفات إلى معانيها؛ كقولهم: ويل امِّه، وتربت يمينك.
          والثاني: أن يكون على القطع ومُداخلة الكلام، وأنَّه التفت بقوله: «فدًى(2) لك» إلى بعض من يخاطبُه، ثم رجع إلى تمام دُعائه، وفي هذا بُعدٌ وتعسُّفٌ كثير في المعنى.
          الثالث: أن يكون على معنى الاستعارة، ويكون المراد بالتفدية: التعظيم والإكبار؛ لأنَّ الإنسان لا يُفدِّي إلَّا مَن يعظِّمه، وكأنَّ مراده في هذا: أبذلُ(3) نفسي ومن يعزُّ عليَّ في رضاك وطاعتك، وقد ذكر المازريُّ: أنَّ بعضَهم رواه: «فاغفر لنا بذلك ما ابتغينا»، وليس هذا اللفظ ممَّا وقع عند أحدٍ من شيوخنا في «الصحيح»، وقد تَقَدَّم الخلاف في هذا في «حرف الباء»، وقد ضبطنا في هذا الحرف «فداءٌ»؛ بالرفع على الابتداء والخبر؛ أي: نفسي فداء لك، وبالنَّصب على المصدر)، انتهى.
          وقد ذكر غير واحد هذا اللفظ، وممَّن ذكره ابن الأثير في «النِّهاية» مختصرًا، وأنَّه على المجاز والاستعارة، فيكون المراد: التعظيم والإكبار، وذكر أنَّ (فداء) يروى بالرفع على الابتداء، والنَّصب على المصدر.
          وقال السُّهيليُّ في (غزوة خيبر) في «روضه»: (وقوله: «فداء لك»: قد قيل: إنَّ الخطاب للنَّبيِّ صلعم؛ أي: اغفر لنا تقصيرَنا في حقِّك وطاعتك، إذ لا يتصور أن يقال لله تبارك وتعالى مثلُ هذا الكلام، وذلك أنَّ معنى قولهم: «فداء لك»؛ أي: فداء لك أنفسنا وأهلونا، وحذف الاسم المبتدأ؛ لكثرة دوره في الكلام مع العلم به، وإنَّما يُفدِّي الإنسان بنفسه مَن يجوز عليه الفناء، وأقرب ما قيل فيه من الأقوال إلى الصواب: أنَّها كلمة يُترجِم بها عن محبَّةٍ وتعظيمٍ، فجاز أن يخاطب بها مَن لا يجوز في حقِّه الفداء، ولا يجوز عليه الفناء؛ قصدًا لإظهار المحبَّة والتعظيم له، وإن كان أصل الكلمة ما ذكرنا، فربَّ كلمة تُرِكَ أصلُها، واستُعمِلت كالمَثَل في غير ما وُضِعت له أوَّلُ كما جاؤوا بلَفظِ القَسَمِ في غير موضع القَسَم إذا أرادوا تعجُّبًا أو استعظامًا لأمر؛ كقوله صلعم في حديث الأعرابيِّ من رواية إسماعيل بن جعفر: «أفلح وأبيه إن صدق...»...) إلى آخره.
          وقال شيخنا في (باب ما يجوز من الرجز والشِّعر) ما لفظه: («فداءٌٍ لك»؛ بالرفع والخفض أيضًا، فوجه الرفع: أن يكون خبرَ(4) مبتدأ مضمر؛ أي: نحن فداءٌ لك، ومَن خفض «فداء»؛ شبَّهه بـ«أمسِ»، فبناه على الكسر؛ لبناء الأصوات عليه؛ نحو قولهم: قال الغراب: غاقِ...) إلى آخر كلامه، وقال أيضًا في الباب الذي هو قبل الباب المشار إليه: (ومنهم من يكسر «فداء» إذا جاور لام الجرِّ خاصَّة، تقول: فداءٍ لك؛ لأنَّه نكرة، يريدون به معنى الدعاء)، انتهى، وقد قدَّمتُ ذلك عن «الصحاح» للجوهريِّ، وأمَّا قوله: (فداءٍ) بالكسر؛ فلم أره إلَّا في كلام شيخنا، والله أعلم.
          قوله: (مَا أَبْقَيْنَا): كذا في أصلنا، قال ابن قُرقُول: (كذا عند الأصيليِّ، وعند القابسيِّ، كذا ذكره البُخاريُّ في «غزوة خيبر»، وعنده في غير هذا الموضع وفي «مسلم»: «ما اقتفينا»؛ أي: اكتسبنا، وأصل الاقتفاء: الاتِّباع، وذكر المازريُّ أنَّه روي: «ما ابتغينا»، ولعلَّه تغيير، و«اقتفينا» أشهر وأكثر)، انتهى، ومعنى (ما أبقينا): ما خلَّفنا ممَّا اكتسبنا، أو أبقينا من الذنوب، فلم نحقِّق التوبة فيه كما ينبغي.
          قوله: (أَبَيْنَا): كذا مصحَّحٌ عليه عندنا، وفي نسخة: (بنا أتينا)، قال ابن قُرقُول: («أبينا»: كذا للأصيليِّ والسجزيِّ بباء، من الإباية، ولغيرهما: بتاء، من الإتيان، وكلاهما صحيحٌ، أي: إذا صيح بنا لفزعٍ أو حادثٍ؛ أتينا الداعي وأجبناه، أو أقدمنا على عدوِّنا ولم يَرُعْنا صياح العدوِّ، كما قال صلعم في صفة المجاهدِ: «إذا سمع هيعة أو فزعة؛ طار إليها»، ومن رواه: «أبينا» بباء مفردة؛ فمعناه: أبينا الفِرارَ، وأنِفنا منه، وثبتنا للعدوِّ، وبالتاء من الإتيان أوجه؛ لأنَّ في بقيَّة الرجز: «وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا»، وتكرار الكلمة على القرب عيب في شعر معلوم).
          قوله: (وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا): قال الدِّمْياطيُّ: (عوَّلت بكذا: استعنت به)، انتهى، وقال ابن قُرقُول: (عوَّلوا علينا: قد يكون مِن العويل؛ وهو رفع الصوت، وقيل: مِن التعويل؛ وهو الاحتمال، يقال: عوَّل عليه في أمره؛ أي: احتمل عليه في حملِه إيَّاه، ووثق به)، انتهى، وفي «النِّهاية»: (عوَّلوا علينا: أي: أجلبوا واستغاثوا، والعويل: صوت الصدر بالبكاء).
          قوله: (فَقَالَ(5) رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللهِ): القائل (وجبت) هو عمر بن الخَطَّاب ☺، كما رواه مسلم، روى ابن إسحاق بسنده القصَّة، وفيها: (فقال عمر بن الخَطَّاب: وجبت والله يا رسول الله، لو أمتعتنا به).
          قوله: (وَجَبَتْ): أي: وجبت له الشهادة، وإنَّما قال عمر ذلك؛ لأنَّ في «صحيح مسلم» في هذه القصَّة: (وما استغفر رسولُ الله صلعم لإنسان يخصُّه إلَّا استُشهد)، والله أعلم.
          قوله: (مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ): (المخمصة): المجاعة.
          قوله: (قَالُوا: لَحْمَُ الحُمُرِ(6) الأَِنْـَسِيَّةِ): (لحم) يجوز فيه الرفع على الخبريَّة، والنصب بإسقاط الخافض.
          قوله: (الأَِنْـَسِيَّةِ): قال ابن قُرقُول: («الأَنَسية»؛ بفتح النون، وفتح الهمزة، كذا ذكره البُخاريُّ عن ابن أبي أُويس [خ¦2477]، وكذا قيَّدناه عن الشيخ أبي بحر في «مسلم»، وكذا قيَّده الأصيليُّ وابنُ السكن وأبو ذرٍّ، وأكثر روايات الشيوخ فيه بكسر الهمزة، وسكون النون، وكلاهما صحيح)، وفي «النِّهاية»: (والمشهور فيها كسر الهمزة، منسوبة إلى الإنس؛ وهم بنو آدم، الواحد: إنسيٌّ، وفي كتاب أبي موسى ما يدل على أنَّ الهمزة مضمومة، فإنَّه قال: «هي التي تألف البيوت، والأُنس: هو ضِدَّ الوَحشة _الأُنس: بالضم، وقد جاء فيه الكسر قليلًا_ ورواه بعضهم بفتح الهمزة والنون، وليس بشيء»، قلت: [إنْ] أراد أنَّ الفتح غير معروف في الرواية، فتجوز، وإن أراد أنَّه ليس بمعروفٍ(7) في اللغة؛ فإنَّه مصدر / أنست به آنس أنَسًا، وأنَسَةً)، انتهى.
          قوله: (أَهَـْرِيقُوهَا): هو بفتح الهمز والهاء، ويجوز إسكان الهاء، وهو رباعيٌّ.
          قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ نُهَرِيقُهَا): هذا الرجل لا أعرفه، وقال بعض حُفَّاظ مِصْرَ: (لم يُسَمَّ، ويحتمل أن يكون هو عمر)، انتهى.
          قوله: (أَوْ نُهَرِيقُهَا): (أوْ) ساكنة الواو في أصلنا، وكذا في خطِّ الشيخ أبي جعفر الأندلسيِّ شيخنا، وهو ظاهرٌ، وفي حفظي أنَّه ضبطها كذلك بعض الحفَّاظ.
          قوله: (نُهَرِيقُهَا): هو بضمِّ النون، وفتح الهاء، ويجوز سكون الهاء، وقد تقدَّم أعلاه.
          قوله: (أَوْ ذَاكَ): (أو) ساكنة الواو، قال ابن قُرقُول: (على الإباحة والتسوية، ولا يجوز الفتح)، انتهى.
          قوله: (كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا): هو عامر بن الأكوع، عمُّ سلمة بن عمرو بن الأكوع، وقد تَقَدَّم.
          قوله: (سَاقَ يَهُودِيٍّ): هذا اليَهوديُّ هو مرحبٌ، والشاهد لذلك في «صحيح مسلم».
          قوله: (وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ): (ذُباب السيف)؛ بضمِّ الذال المعجمة: طرفه الذي يُضرَب به، قاله الجوهري.
          قوله: (عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ)؛ أي: رأس ركبته.
          قوله: (فَلَمَّا قَفَلُوا)؛ أي: رجعوا، وقد تَقَدَّم [خ¦1797].
          قوله: (فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي): تَقَدَّم الكلام على التفدية بالأب والأمِّ أو بأحدهما مطوَّلًا؛ فانظر في (أُحُد) [خ¦4055] وقبله [خ¦979]، وهو جائزٌ مطلقًا على الصحيح.
          قوله: (زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ): قائل ذلك فلان وفلان وأُسيد بن الحُضير الأنصاريُّ [خ¦6148]، وكذا في «صحيح مسلم»، ولا أعرف فلانًا وفلانًا المذكورَين مع أُسيد بن الحُضير، و(أُسَيْدُ):
          تَقَدَّم أنَّه بضمِّ الهمزة، وفتح السين، و(حُضَير): بضمِّ الحاء المهملة، وفتح الضاد المعجمة [خ¦334].
          قوله: (إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ): قال ابن قُرقُول: (كذا لأكثرهم، وللحمُّوي والمستملي في «كتاب الجهاد»: «إنَّه لَجاهَدَ مَجَاهدَ» [خ¦4196]، وكذا قيَّده أبو الوليد الباجي في «البُخاريِّ»، وابن أبي جعفر في «مسلم»، والأوَّل أصوبُ؛ أي: جاهدٌ جادٌّ مبالغٌ في سبيل الخير والبرِّ وإعلاء كلمة الإسلام، مجاهدٌ لأعدائه، قال ابن دريد: يقال: «رجل جاهدٌ؛ أي: جادٌّ في أمره»، وكرَّر «مجاهدًا» بعد «جاهد»؛ للمبالغة، كما قيل: جادٌّ مُجِدٌّ، ويدلُّ على صحَّته قوله في الرواية الأخرى: «مات جاهدًا مجاهدًا»، انتهى، وقال شيخنا: (الجاهدُ: من يرتكبُ المشقَّة، والمجاهد: من يجاهد في سبيل الله، وهو مشتقٌّ منه).
          قوله: (مَشَى بِهَا مِثْلُـَهُ): قال ابن قُرقُول: («مَشَى بها مثله»: كذا للعُذريِّ، ولأكثر رواة البُخاريِّ في «كتاب الجهاد» [خ¦4196]، وعند المروزيِّ والفارسيِّ: «مُشابهًا» على وزن: مقاتلًا، كلمةٌ(8) واحدة، من المشابهة، قال الأصيليُّ: كذا قرأه علينا أبو زيد، وعند البُخاريِّ من رواية قتيبة: «نشأَ بها» [خ¦6148]؛ أي: شبَّ بها وكَبِرَ، و«بها»؛ بمعنى: فيها؛ يعني: الحرب، وكذا لجميعهم في «باب الشعر والرجز»، ويحتمل أن يريد بهذه البلاد، وهذا أبين وأليق بالمعنى، وللرواية الأخرى وجه، ويريد: بالحرب، وأمَّا رواية المروزيِّ والفارسيِّ؛ فبعيدة)، انتهى.
          و(مثلُه): مرفوع، كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخة وعليها علامة راويها: (مثلَهُ): منصوب بالقلم، وهما جائزان من حيث العربية.
          وقال السهيليُّ في «روضه» في هذه الغزوة: («قلَّ عربيٌّ مشابهًا مِثْلَهُ»، وفي رواية: «مَشَى بِهَا مِثْلَهُ»، ويروى أيضًا: «نَشَأَ بِهَا مِثْلَهُ»؛ كلُّ هذا يُروى في «الجامع الصحيح» [خ¦4196] [خ¦6148]، وهو اضطراب مِن رواة الكتاب، فمَن قال: «مشى بها»؛ قالها عائدة على المدينة، ويجوز أن تكون الهاء عائدة على الأرض، ومَن رواه: «مشابهًا» «مفاعلًا» مِن الشبه؛ فهو حال مِن «عربيٌّ»، والحال مِن النكرة لا بأس به إذا كانت على تصحيح معنًى)، هذا ملخَّصٌ مِن كلامه.
          قوله: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ): هذا هو ابن إسماعيل المذكور في سند الحديث الذي قبل هذا، ومعنى كلام البُخاريِّ: أنَّه رواه عن قتيبة عن حاتم بن إسماعيل بالسند الذي قدَّمه، غير أنَّه خالفه في قوله: (نشأَ بها)، فرواه عبد الله بن مسلمة عن حاتم: (مشى بها)، ورواه قتيبة عن حاتم: (نشأَ بها)، وحديث قتيبة عن حاتم أخرجه البُخاريُّ في (الأدب) عنه عن حاتم [خ¦6148]، وأخرجه مسلم في (المغازي) و(الذبائح): عن قتيبة ومحمَّد بن عبَّاد، عن حاتم به.


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (النَّبيِّ).
[2] كذا في (أ)، وفي المطبوع من مصدره: (فداءً).
[3] في (أ) تبعًا لمصدره: (بذل)، والمثبت من «مشارق الأنوار» ░2/362▒.
[4] في (أ): (خبرًا)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.
[5] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (قال).
[6] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (حمر).
[7] في (أ): (معروف)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.
[8] في (أ): (كل)، والمثبت من مصدره، وهو الصواب.